الحلقة (46): القاعدة الثالثة: النص النبوي من حيث فقهه ودلالته
إن من واجب المسلم في التعامل مع السنة النبوية والوصول إلى الفهم الصحيح لها أن يتأكد من صحة دلالة الحديث على المعنى المطلوب، فمن طلاب العلم من يفهم من الحديث معنى لا يدل عليه بحال، أو يدل عليه بتكلف وخروج عن الظاهر بغير موجب، وعكسه من يقف عند ظاهر الحديث، دون نظر إلى مقاصد الشريعة، ومبادئها الكلية.
إن المتعامل مع السنة النبوية يجب أن يدرك أن فهم النص وفقهه يحتاج إلى أدوات أساسية هي في مجملها:
1 ـ إعمال أسباب ورود الحديث، وهي في غاية الأهمية لتوضيح المعنى المراد
2 ـ النظر إلى دلالة الألفاظ اللغوية والشرعية والعرفية.
3 ـ إعمال قواعد دلالات الألفاظ.
4 ـتطبيق هذه القواعد مثل حمل الخاص على العام، والمطلق على المقيد، وما يفسر المجمل ويبينه، ومتى يعمل بالظاهر ومتى يلجأ إلى التأويل.
5 ـ يتعين النظر إلى مجموع النصوص الواردة في مسألة معينة ولايقتصر على نص واحد.
6. عند التعارض بينها يعمل بقاعدة مختلف الحديث ومجملها الجمع بين الأحاديث إن أمكن الجمع؛ وإلا فالترجيح، ويبدأ بالنسخ إن وجد، وإلا فبأي مرجح من المرجحات، فالعمل بجميع النصوص.
7 ـ ترك التكلف في بيان النصوص الشرعية، وإبعاد التأويل عما تدل عليه إلا بدليل أو قرينة، ومنه النظر فيما يخالف الأصول الثابتة من القرآن الكريم أو السنة النبوية، فلا شك أنه غير مراد.
8 ـ من أهم العوامل لتشبع ملكة طالب السنة لفقه الحديث أن يتوفر لديه:
أ ـ إدراك قواعد مصطلح الحديث، ومحاولة التطبيق على كتب التخريج.
ب ـ الإلمام بعلم أصول الفقه الذي تتبين فيه أدوات الفهم.
ج ـ القراءة في كتب غريب الحديث والاطلاع عليها.
د ـ الرجوع إلى الشروح الحديثية، وما ذكره الشراح في الحديث المراد.
هـ ـ ومثله كتب الفقه في المسألة المراد بيانها.
و ـومن المهمدراسة مشكل الحديث ففيها حل لكثير من المعضلات وبخاصة في هذا الوقت التي تتكاثر الشبه من جديد على السنة النبوية وأهلها.
ز ـ كثرة الإلحاح بالدعاء إلى الفقه السليم، واللجوء إلى الله تعالى في ذلك.