مقدمة
الحمد لله رب العالمين خالق الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قد يظن الكثير أن الحديث المشتهر حديث صحيح وذلك لشهرته بين الناس، وتداوله على الألسنة، وليس الأمر كذلك، فللحديث المشتهر معايير عند علماء الحديث.
فلنبدأ بتعريف الحديث المشهور:
لغة: مأخوذ من شَهَرت الأمر إذا أظهرته، والشهرة: وضوح الأمر، ومنه شهرت السيف إذا أبرزته من غِمده.
اصطلاحاً: ما رواه ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ حد التواتر.
المشهور غير الاصطلاحي هو: ما اشتهر على الألسنة مطلقاً مما له أصل وما ليس له أصل.
ويطلق المشهور غير الاصطلاحي على أنواع اشتهرت عند الفقهاء، والأدباء، والقصاص، وغيرهم.
فمن المشهور ما هو صحيح وحسن وضعيف وموضوع، فالشهرة ليست دليلا على صحة الحديث.
فإن من النصيحة الواجبة في الدين التنبيه على ما اشتهر بين الناس مما ألفه الطبع وليس له أًصل في الشرع، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التقول عليه ما لم يقله فيما رواه البخاري عن سلمة بن الأكوع قوله صلى الله عليه وسلم: (من يقل عني ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار).
وقد صنف العلماء في الأحاديث المشتهرة كتباً عديدة منها:
1- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ).
2- الدُّرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة، لجلال الدين السيوطي (ت 911هـ).
3- تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث، لعبد الرحمن بن علي الشيباني المشهور بابن الدّيبع (ت 944هـ).
4- كشف الخفاء ومزيل الإلباس فيما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس لإسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162هـ).
5- أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب لمحمد بن درويش الشهير بالحوت (ت 1276هـ).
6- التذكرة في الأحاديث المشتهرة لبدر الدين الزركشي (ت 794هـ).
7- الغماز على اللماز لنور الدين السَّهودي (ت911هـ).