القرآن هدى ونور(4)
واجب الأمة نحو الهدى والنور :
إذا كان القرآن الكريم كما جاء في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم هدى ونور فعلى أمة الإسلام أن تستمسك بهذا الهدى وأن تعتصم بهذا النور لا سيما وقد دعانا القرآن الكريم إلى ذلك وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغب فيه ، ففي تمسكنا بالقرآن العظيم الهداية والفلاح ، والخير والرشد ، والثبات على الصراط المستقيم في الدنيا ، وعدم الهلاك في الآخرة.
إن المقصود الأعظم من نزول القرآن هو التمسك والعمل به ، واتباع كل ما أمر به ، والانتهاء عن كل ما نهى عنه ، وإحلال حلاله ، وتحريم حرامه ، من فعل ذلك فقد أفلح واهتدى ، ومن أعرض فقد ضل وغوى وهلك مع الهالكين، قال تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً* قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) [ سورة طه /123ــ 126] ، وقال تعالى : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )[ سورة الزخرف / 43]
وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال : ( من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله فلينظر ، فإن كان يحب القرآن ، فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم )(1).
والحب الحقيقي للقرآن الكريم يتمثل في التعلق به تلاوة وسماعا وتدبرا وتطبيقا لأوامره ونواهيه ، واستشفاء به من أمراض القلوب والأبدان ، وانشغالا به آناء الليل وأطراف النهار ، أما من ادعى المحبة وخالف القرآن في أقواله وأفعاله فهو كاذب في دعواه ، لأن المحب لمن يحب مطيع ، جعلنا الله ممن صدقوا في محبتهم للقرآن فشفّع الله فيهم القرآن.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير ( 9 / 8657) وقال الهيثمي في المجمع ( 7 / 165 ) : " رجاله ثقات " ، كما أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص 21 ، 22 .