أقسام الحديث من حيث سبب الورود (1-2)
تقدم تعريف سبب الورود بأنه هو ما ورد الحديث بشأنه في وقت وقوعه، وينقسم الحديث من حيث سبب الورود إلى قسمين:
أحاديث ابتدائية، وأحاديث سببية.
أولا: الأحاديث الابتدائية:
هي الأحاديث التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً ولم يرد بشأنها سبب ورود.
ومثالها: ما رواه أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ»(1).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»(2).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»(3).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»(4).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»(5).
وعن النعمان بن بشير يقول:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»(6).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا»(7).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَقَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ»(8).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا»(9).
وعن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»(10).
وعن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ»(11).
--------------------------------------
(1) أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى قول الله تعالى (ونضع الموازين القسط). وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن (7563).
(2) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الإيمان باب المسلم من سل المسلمون من لسانه ويده (10)، كتاب الرقاق،باب الانتهاء من المعاصي (6484)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل (40)، وأخرجه البخاري: كتاب: الإيمان، باب أي الإسلام أفضل (11)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل (42) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وأخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل (43) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (13)، مسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير (45).
(4) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان (16)، باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان (21)، كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر (6941)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان (43).
(5) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب علامة المنافق (33)، كتاب الشهادات، باب من أمر بإنجاز الوعد (2682)، كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى:(من بعد وصية يوصى بها أو دين) (2749)، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). وما ينهى عن الكذب (6095)، مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق (59).
(6) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه (52)، كتاب البيوع، باب الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات (2051)، مسلم: كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات (1599).
(7) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة (73)، كتاب الزكاة، باب إنفاق المال في حقه (1409)،كتاب الأحكام، باب أجر من قضى بالحكمة (7141)، الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى (7316)، مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها و علمها (816).
(8) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن باب اغتباط صاحب القرآن (5026،5025)، كتاب التوحيد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل يقول لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله (7529)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها أو علمها (815).
(9) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم (100)، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يذكر مكن ذم الرأي وتكلف القياس (7307)، مسلم: كتاب العلم،باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان (2673)،
(10) أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (5027، 5028).
(11) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الوضوء، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (153)، باب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال (154)، كتاب الأشربة، باب النهي عن التنفس في الإناء (5630)، مسلم: كتاب الطهارة، باب النهي عن الاستنجاء باليمين (267).