بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات تربوية مع حديث: "احفظ الله يحفظك" (1-4)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام, وجفت الصحف". رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
من هذا الحديث نقتبس موقفًا تربويًا مهمًا ينبغي للمربي أن يُعنى به، ويطبقه في واقع الحياة متأسيًا في ذلك بمربي الأمة ورسولها محمد صلى الله عليه وسلم.
فنظرة سريعة إلى هذا الحديث دون الخوض في تفاصيله، نخرج ببعض الفوائد التربوية، وكيفية تفعيلها عمليًا في نفوس الناشئة.
1. من قوله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام".
نستفيد منها فائدة مهمة جليلة، وهو أن الغلام كما يعرفه أهل اللغة الصبي في حين يفطم إلى تسع سنين.
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجه هذه الوصايا العظيمة إلى هذا الغلام وهو لم يتجاوز سن العاشرة، فهذا يدلنا على حرصه صلى الله عليه وسلم على الناشئة، وتعليمهم ما ينفعهم من أمور دينهم في سن مبكر، وهو بالتالي يرسم لنا منهجًا تربويًا عظيمًا.
الوقفة التربوية:
إنه ينبغي للمربي أن يُعنى بالتربية الإسلامية وتعليم الناشئة بالله عز وجل في سن مبكرة، لما له من الأثر العظيم، وعدم إغفال أي مرحلة عمرية للطفل، وذلك بتعليمه ما يناسبه، فقد كان الصحب الكرام ومن تبعهم يطبقون ذلك جليًا، وذلك حين نراهم يلقنون الصغير الشهادتين وهو لا يزال في المهد، وهكذا يتدرج المربي في تعليم الإيمان والعقيدة السليمة بما يناسب أعمارهم.
التطبيق:
-كأن تحرص الأم على تعليم ابنها الصغير الذي دون السنتين التسمية في جميع أحواله عند ما يأكل، عندما يقع على الأرض، عند ما يخاف من الظلام، ثم تتدرج معه بتعليمه الأذكار المخصوصة في مواضعها، فذلك كفيل - بإذن الله - في تعليقه بالله.
-وكذلك فيما يرى الطفل من مظاهر الكون فيربط ذلك بالله عز وجل، فمثلاً عند نزول المطر يقال له: من أنزل المطر؟ وهكذا في مواقف كثيرة يُربط بها الطفل بالله عز وجل.
لقاء آخر مع هذا الحديث.