من المولد النبوي الكريم إلى البعثة النبوية المباركة
(1-2)
أولاً: نسب النبي صلى الله عليه وسلم.
إن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف الناس نسبا، وأكملهم خَلْقًا وخُلُقًا، وقد ورد في شرف نسبه أحاديث صحاح، منها:
ما رواه مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» (1)
وروى أحمد والترمذي عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن المطلب بن أبي وداعة، قال: قال العباس: بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس، قال: فصعد المنبر، فقال: (من أنا؟) " قالوا: أنت رسول الله، فقال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعلهم فرقتين، فجعلني في خير فرقة، وخلق القبائل، فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتا، فجعلني في خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا»(2)
وقد ذكر الإمام البخاري رحمه الله نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان» (3)
وقال البغوي في شرح السنة بعد ذكر النسب إلى عدنان: ولا يصح حفظ النسب فوق عدنان(4).
وقال ابن القيم: بعد ذكر النسب إلى عدنان أيضا: إلى هنا معلوم الصحة، ومتفق عليه بين النسابين، ولا خلاف البتة، وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام(5)
وقد جاء عن ابن سعد في طبقاته: الأمر عندنا الإمساك عما وراء عدنان إلى إسماعيل(6).
وعن عروة بن الزبير أنه قال: ما وجدنا من يعرف وراء عدنان ولا قحطان إلا تخرصا(7).
قال الذهبي -رحمه الله-: وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام بإجماع الناس، لكن اختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل من الآباء(8).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــأخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الفضائل ، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم ( 2276 )
(2) أخرجه أحمد ( 1788 ) والترمذي ، كتاب المناقب ، باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم (3532 ) وقال : حديث حسن
(3) ـالبخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب مبعث النبي (4/ 288) رقم 3851
(4) ــشرح السنة 13/ 193
ـ(5) ـزاد المعاد (1/ 71)
(6) ــابن سعد (1/ 58)
(7) ـالمصدر السابق .
(8) لسيرة النبوية للذهبي ص1