تابع بشارات الإنجيل برسولنا صلى الله عليه وسلم
نصوص أخرى من بشارات الإنجيل برسولنا صلى الله عليه وسلم
ذكرنا في الحلقات السابقة بعض بشارات الإنجيل بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأوردنا كلام العلماء حول هذه النصوص والمراد بها ، ونورد في هذه الحلقات بعضا آخر من نصوص الإنجيل وبشاراته برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :
جاء في إنجيل يوحنا : الإصحاح 14 : 23 ــ 31 " إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي ... الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي ، والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني . بهذا كلمتكم وأنا عندكم . وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم .. ولو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب . لأن أبي أعظم مني . وقلت لكم الآن قبل أن يكون حتى متى كان تؤمنون . لا اتكلم أيضا معكم كثيرا لأن رئيس هذا العالم يأتي وليس له في شيء . ولكن ليفهم العالم أني أحب الآب وكما أوصاني الآب هكذا أفعل ".
وفي الإصحاح التالي من إنجيل يوحنا نفسه( 15: 25 ــ 27 ) قوله :" لكن لكي تتم الكلمة المكتوبة في ناموسهم إنهم أبغضوني بلا سبب . ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي . وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء "
أما النص التالي ففيه وضوح على أن مهمة المسيح قد انتهت ، وسوف يأتي نبي بعده يرشد العالم كله إلى الخير ، وما هو إلا وحي يوحى :" ولكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق . لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى . ولكن إن ذهبت ارسله إليكم . ومتى جاء ذاك يبكّت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة . أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي . وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا . وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين .
وإن لي أمورا كثيرا أيضا لأقول لكم ، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية "يوحنا ( 16 : 7 ــ 13).
هذه النصوص ــ كما يقول الدكتور ثامر الغشيان ــ مأخوذة من النسخة المعاصرة المتداولة الآن ، وهي الطبعة المعتمدة التي تطبع وتوزع في العالم ، وتنشرها الكنائس حول العالم كله ، أما الترجمات القديمة والنسخ القديمة فلا يذكرون ( المعزى ) وإنما يقولون ( الفارقليط ) أو ( البارقليط ) ــ كما سبق ذكره ــ ولكن هذه اللفظة حذفت من الطبعات الجديدة ، لأن معناها من أصلها اليوناني : الحمد .
وأما النص المطبوع مع تفسير الإنجيل ، فقد بتحريف آخر ، فبدلا من النص المعتمد الحالي السابق نقله " إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي . وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد " ( يوحنا 14 : 15 ــ 17 )
قالوا :" إن كنتم تحبونني فاعلموا بوصاياي . وسوف أطلب من الآب أن يعطيكم معينا آخر يبقى معكم إلى الأبد "(1) .
فغيروا لفظ المعزى إلى المعين .
وجاء في تفسير كلمات الكتاب المقدس عندهم ما نصه:"معزيا( باراكليوتس ) : الشفيع ــ المحامي ــ المدافع ــ المعزى "(2)
(1) التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 360 ــ 365
(2) تفسير كلمات الكتاب المقدس ، معجم الألفاظ العسرة ، سيد مرقص إبراهيم ص 423