آثار الذكر على النفس والمجتمع

أولاً: آثاره على النفس:

1-الذكر يرفع الدرجات ويكفر السيئات:

إن ذكر الله تعالى بمفهومه الشامل من أداء الفرائض والطاعات، وتقديم الأعمال الصالحة، وقراءة القرآن والاستغفار والاستعاذة والتسبيح والتكبير والتهليل، يقرّب صاحبه من الله تعالى، ويرفع قدره ودرجته يوم القيامة، ويكفّر عنه سيئاته وخطاياه، للأدلة الآتية:

-قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(1).

-قوله ﷺ: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر« (2).

-قوله ﷺ: «يا عبد الله بن قيس قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة«(3).

-قوله ﷺ: «لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر«(4).

-قوله عليه الصلاة والسلام: «إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا أي رب، قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال فيقول: قد غفرتُ لهم، فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطّاء إنما مرّ فجلس معهم، قال فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم«(5).

-قوله ﷺ: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحانه الله العظيم«(6).

-قوله ﷺ في السبعة الذين يظلهم الله في ظله: «ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه«(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الأحزاب: 35]

(2) أخرجه البخاري (ص1112، رقم 6405) كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح. ومسلم (ص242، رقم 597) كتاب المساجد، باب استحباب  الذكر بعد الصلاة.

(3) أخرجه البخاري (ص1108، رقم 6384) كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة. ومسلم (ص1174، رقم 2704) كتاب الذكر والدعاء، باب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.

(4) أخرجه الترمذي (ص79، رقم 3462) كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل التسبيح والتهليل.

(5) أخرجه البخاري (ص1113، رقم 6408) كتاب الدعاء، باب فضل ذكر الله عز وجل. ومسلم (ص1171، رقم 2689) كتاب الذكر والدعاء، باب فضل مجالس الذكر.

(6) أخرجه البخاري (ص1305، رقم 7563) كتاب التوحيد، باب ونضع الموازين القسط ليوم القيامة.

(7) سبق تخريجه.



بحث عن بحث