العمرة (1-4)

الحمد لله الذي امتنَّ على عباده المؤمنين بواسع فضله وعطائه، وأجزل لهم الأجر والمثوبة على ما يقومون به من أعمال صالحة، أحمده على قدره وقضائه، وأشكره على جزيل نعمه وآلائه، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن على نهجهم وخطاهم يسير، أما بعد:

فإن للعبادة في هذا الشهر المبارك طعمًا خاصًّا، يتذوقه المؤمنون الصادقون، الذين يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم ربهم أجورهم ويزيدهم من فضله، ومن هنا تجد السباق بين هؤلاء المؤمنين بأداء مختلف العبادات، مفروضة ونافلة، ويزداد طعم هذه العبادات في هذا الشهر الكريم؛ لمضاعفة الأجور فيه، وتكفير السيئات، ومحو الأوزار والآثام.

والعمرة إلى بيت الله الحرام في هذا الشهر المبارك لها مقام جليل ليس في غيره من الشهور، وشجون العمرة وأحوالها في زمننا كثيرة، نقف معها الوقفات الآتية:

 

الوقفة الأولى:

العمرة إلى بيت الله الحرام لها فضل عظيم وثواب جزيل، تكفّر بها الذنوب، وترفع بها الدرجات، ويزداد فيها ذكر الله سبحانه وتعالى، جاء في الصحيح عن رسول الله أنه قال: «والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما»(1).

فإذا أدَّى المسلم هذه العبادة بإخلاص ورغب ورهب، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، ويطلب رضاه، واستشعر معنى هذه العبادة لله سبحانه وتعالى؛ تحقق له ما يرجوه من الثواب العظيم.

_________

(1) رواه البخاري مع الفتح (3/597) (1773) في العمرة، باب العمرة، ومسلم (2/983) (1349) في الحج، باب فضل الحج والعمرة ويوم عرفة. 



بحث عن بحث