فوائد السفر المباح

السفر له فوائد كثيرة أشار إليها الشافعي رحمه الله في قوله :

تغرب عن الأوطان تكتسب العلا            وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشة             وعلم وآداب وصحبـة مـاجد

فان قيل فـي الأسفار ذل وشدة             وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد

فموت الفتى خير له من حيـاته             بدار هوان بين واش وحاســـد

فالشافعي رحمه الله عدّ من فوائد السفر خمس فوائد، وهي : انفراج الهم، واكتساب المعيشة، وحصول العلم، والآداب، وصحبة الأخيار والأمجاد.

وقال الثعالبي : من فضائل السفر، أن صاحبه يرى من عجائب الأمصار، ومن بدائع الأقطار ومحاسن الآثار ما يزيده علماً بقدرة الله تعالى .

 وقال أبو الحسن القيرواني : كتب إلى بعض أخواني : مثل الرجل القاعد كمثل الماء الراكد، إن ترك تغير، وإن تحرك تكدر، وفي هذا يقول الشافعي:

سافر تجد عوضا عمن تفارقه             وانصب فإن لذيذ العيش في النصب

إني وجدت وقوف الماء يفسده             والعود في أرضه نوع من الحطب

 

ومن فوائد الأسفار العزيزة، إنه يرفع الذل عن الإنسان إذا كان بين قوم لئام، وإذا عاش في وسط يكيدون به، ويتربصون به، وكان هذا الإنسان ذا شأن فليبحث له عن أرض يعرفون قيمته، وقد ورد عن الشافعي أيضا حول هذا المعنى: أنه قال:  

   ارحل بنفسك من أرض تضام بها             ولا تكن من فراق الأهل في حرق

   فالعنبر الخام روث في مواطــنه             وفي التغرب محمول على العنــق

   والكحل نوع من الأحجار تنظره             وفي أرضه وهو مرمي على  الطرق

    لما تغرب حاز الفضـل  أجمـعه             فصار يحمل بين الجفـن والحـدق

 



بحث عن بحث