فوائد من قصة الإفك

 

 

من فوائد الحديث (1):  

 

1- فيه مشروعية القرعة بين النساء في السفر بإحداهن.

2- السفر بالنساء في الغزو في مثل تلك الظروف والأحوال.

3- جواز حكاية ما وقع للمرء من الفضل ولو كان فيه مدح ناس وذم ناس إذا تضمن ذلك إزلة توهم النقص عن الحاكي إذا كان بريئاً، عند قصد نصح من يبلغه ذلك لئلا يقع فيما وقع فيه من سبق.

4- إن الاعتناء بالسلامة من وقوع الغير في الإثم أولى من تركه يقع في الإثم وتحصيل الأجر للموقوع فيه.

5-  وفيه استعمال التوطئة فيما يحتاج إليه من الكلام.

6-  وأن الهودج يقوم مقام البيت في حجب المرأة.

7- جواز ركوب المرأة الهودج على ظهر البعير ولو كان ذلك مما يشق عليه حيث يكون مطيقا لذلك.

8- جواز خدمة الأجانب للمرأة من وراء الحجاب. وجواز تستر المرأة بالشيء المنفصل عن البدن وتوجه المرأة لقضاء حاجتها وحدها وبغير إذن خاص من زوجها بل اعتمادا على الأذن العام المستند إلى العرف العام.

9- وجواز تحلى المرأة في السفر بالقلادة ونحوها.

10- وصيانة المال ولو قل للنهي عن إضاعة المال فإن عقد عائشة لم يكن من ذهب ولا جوهر.

11- وفيه شؤم الحرص على المال لأنها لو لم تطل في التفتيش لرجعت بسرعة، فلما زاد على قدر الحاجة أثر ما جرى، وقريب منه قصة المتخاصمين حيث رفع علم ليلة القدر بسببهما، فإنهما لم يقتصرا على ما لا بد منه بل زاد في الخصام حتى ارتفعت أصواتهما فأثر ذلك بالرفع المذكور.

12- توقف رحيل العسكر على إذن الأمير.

13- واستعمال بعض الجيش ساقه يكون أمينا ليحمل الضعيف، ويحفظ ما يسقط، وغير ذلك من المصالح.

14- الاسترجاع عند المصيبة.

15- تغطية المرأة وجهها عن نظر الأجنبي.

16- إغاثة الملهوف وعون المنقطع وإنقاذ الضائع وإكرام ذوي القدر وإيثارهم بالركوب وتجشم المشقة لأجل ذلك.

17- حسن الأدب مع الأجانب خصوصا النساء، لاسيما في الخلوة، والمشي أمام المرأة ليستقر خاطرها وتأمن مما يتوهم من نظره لما عساه ينكشف منها في حركة المشي.

18- ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها، والتقصير من ذلك عند إشاعة ما يقتضي النقص وإن لم يتحقق وفائدة ذلك أن تتفطن لتغيير الحال فتعتذر أو تعترف.

19- أنه لا ينبغي لأهل المريض أن يعلموه بما يؤذي باطنه لئلا يزيد ذلك في مرضه.

20- مشروعية السؤال عن المريض

21- الإشارة إلى مراتب الهجران بالكلام والملاطفة فإذا كان السبب محققا فيترك أصلاً، وإن كان مظنوناً فيخفف، وإن كان مشكوكاً فيه أو محتملاً فيحسن التقليل منه، لا للعمل بما قيل بل لئلا يظن بصاحبه عدم المبالاة بما قيل في حقه لأن ذلك من خوارم المروءة.

22- أن المرأة إذا خرجت لحاجة تستصحب من يؤنسها أو يخدمها ممن يؤمن عليها.

23- فيه ذب المسلم عن المسلم خصوصا من كان من أهل الفضل وردع من يؤذيهم.

24- فضيلة أهل بدر.

25- فيه البحث عن الأمر القبيح إذا أشيع، وتعرف صحته وفساده بالتنقيب على من قيل فيه هل وقع منه قبل ذلك ما يشبهه أو يقرب منه، واستصحاب حال من أتهم بسوء إذا كان قبل ذلك معروفا بالخير إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك.

26- فيه فضيلة قوية لأم مسطح لأنهالم تحاب ولدها في وقوعه في حق عائشة بل تعمدت سبه على ذلك.

27- مشروعية التسبيح عند سماع ما يعتقد السامع أنه كذب. وتوجيهه هنا أنه سبحانه وتعالى ينزه أن يحصل لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تدنيس فيشرع شكره بالتنزيه في مثل هذا نبه عليه أبو بكر بن العربي.

28- فيه توقف خروج المرأة من بيتها على إذن زوجها ولو كانت إلى بيت أبويها.

29- استشارة المرء أهل بطانته ممن يلوذ به بقرابة وغيرها وتخصيص من جربت صحة رأيه منهم بذلك ولو كان غيره أقرب.

30- البحث عن حال من اتهم بشيء وحكاية ذلك للكشف عن أمره ولا يعد ذلك غيبة.

31- مشروعية استعمال لا نعلم إلا خيراً في التزكية وأن ذلك كاف في حق من سبقت عدالته ممن يطلع على خفي أمره.

32- التثبت في الشهادة.

33- فطنة الإمام عند الحادث المهم والاستنصار بالأخصاء على الأجانب، وتوطئة العذر لمن يراد إيقاع العقاب به أو العتاب له.

34- استشارة الأعلى لمن هو دونه.

35- أن من استفسر عن حال شخص فأراد بيان ما فيه من عيب فليقدم ذكر عذره في ذلك إن كان يعلمه، كما قالت بريرة في عائشة حيث عاتبها بالنوم عن العجين فقدمت قبل ذلك أنها جارية حديثه السن.

36- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحكم لنفسه إلا بعد نزول الوحي لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجزم في القصة بشيء قبل نزول الوحي.

37- أن الحمية لله ورسوله لا تذم.

38- فيه فضائل جمة لعائشة ولأبويها ولصفوان ولعلى بن أبي طالب وأسامة وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير رضي الله عنه جميعاً.

39- فيه أن التعصب لأهل الباطل يخرج عن اسم الصلاح، وجواز سب من يتعرض للباطل ونسبته إلى ما يسوءه وإن لم يكن ذلك في الحقيقة فيه، لكن إذا وقع منه ما يشبه ذلك جاز إطلاق ذلك عليه تغليظا له.

40- قال بعض أهل العلم : قول سعد بن معاذ –رضي الله عنه- إن كان من الأوس ضربت عنقه إنما قال ذلك لأن الأوس قومه، ولم يقل في الخزرج لما كان بين الأوس والخزرج من التشاحن قبل الإسلام ثم زال بالإسلام وبقي بعضه بحكم الأنفة، قال فتكلم سعد بن عبادة –رضي الله عنه-  بحكم الأنفة، ونفى أن يحكم فيهم سعد بن معاذ وهو من الأوس، قال: ولم يرد سعد بن عبادة الرضا بما نقل عن عبد الله بن أبي، أو أن يناضل عن المنافقين وقد جاء في بعض الروايات مايدل على ذلك رضي الله عنهم وأرضاهم جميعاً.

41- إطلاق الكذب على الخطأ.

42- جواز القسم بلفظ لعمر الله.

43- الندب إلى قطع الخصومة وتسكين ثائرة الفتنة وسد ذريعة ذلك واحتمال أخف الضررين بزوال أغلظهما وفضل احتمال الأذى.

44- وفيه مباعدة من خالف الرسول ولو كان قريباً حميماً.

45- أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل يقتل لأن سعد بن معاذ أطلق ذلك ولم ينكره النبي عليه.

46- مساعدة من نزلت فيه بلية بالتوجع والبكاء والحزن.

47- تثبت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة - مع تمادي الحال فيها شهراً -كلمة فما فوقها إلا ما ورد عنه في بعض طرق الحديث أنه قال والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية فكيف بعد أن أعزانا الله بالإسلام وقع ذلك في حديث بن عمر عند الطبراني.

48-  مشروعية ابتداء الكلام في الأمر المهم بالتشهد والحمد والثناء وقول أما بعد.

49- توقيف من نقل عنه ذنب على ما قيل فيه بعد البحث عنه.

50- مشروعية التوبة وأنها تقبل من المعترف المقلع المخلص، وأن مجرد الاعتراف لا يجزئ فيها.

51- وأن الاعتراف بما لم يقع لا يجوز ولو عرف أنه يصدق في ذلك، بل عليه أن يقول الحق أو يسكت.

52- أن الصبر يحمد عاقبته ويغبط صاحبه، فقد ارتفع قدر عائشة وعلت منزلتها بصبرها على الابتلاء رضي الله عنها وأرضاها.

53- فيه تقديم الكبير في الكلام، وتوقف من اشتبه عليه الأمر في الكلام.

54- مشروعية تبشير من تجددت له نعمة أو اندفعت عنه نقمة، والضحك والفرح والاستبشار عند ذلك.

55- معذرة من انزعج عند وقوع الشدة لصغر سن ونحوه.

56- إدلال المرأة على زوجها وأبويها.

57- التدريج مع من وقع في مصيبة فزالت عنه لئلا يهجم على قلبه الفرح من أول وهله فيهلكه، يؤخذ ذلك من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي ببراءة عائشة بالضحك، ثم تبشيرها، ثم إعلامها ببراءتها مجملة، ثم تلاوته الآيات على وجهها، وقد نص الحكماء على أن من أشتد عليه العطش لا يمكن من المبالغة في الري في الماء لئلا يفضي به ذلك إلى الهلكة بل يجرع قليلاً قليلاً.

58- أن الشدة إذا استحكمت أعقبها الفرج، فعلى المسلم وإذا وقع في ضيق أو كربة أن يصبر وينتظر الفرج من الله عز وجل.

59- فضل من يفوض الأمر لربه، وأن من قوي على ذلك خف عنه الهم والغم كما وقع في حالتي عائشة قبل استفسارها عن حالها وبعد جوابها بقولها والله المستعان.

60- الحث على الإنفاق في سبيل الخير خصوصاً في صلة الرحم، ووقوع المغفرة لمن أحسن إلى من أساء إليه، أو صفح عنه.

61- أن من حلف أن لا يفعل شيئاً من الخير استحب له الخنث، فيأتي الذي هو خير ويكفر عن يمينه.

62- جواز الاستشهاد بآي القرآن في النوازل، والتأسي بما وقع للأكابر من الأنبياء وغيرهم.

63- مشروعية التسبيح عند التعجب واستعظام الأمر.

64- ذم الغيبة وذم سماعها وزجر من يتعاطاها لا سيما إن تضمنت تهمة المؤمن بما لم يقع منه.

65- ذم إشاعة الفاحشة، وقد قال الله تعالى متوعداً على ذلك: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )  [سورة النور/19].

66- تحريم الشك في براءة عائشة وشناعة ذلك ، قال العلماء: من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر، وبه قال الإمام مالك وغيره(2).

67- قال بعض المفسرين: لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية ما وقع في قصة الإفك بأوجز عبارة وأشبعها لاشتماله على الوعيد الشديد، والعتاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول في ذلك واستشناعه بطرق مختلفة وأساليب متقنة، كل واحد منها كاف في بابه.

68- وفيه تأخير الحد عمن يخشى من إيقاعه به الفتنة نبه على ذلك بن بطال مستنداً إلى أن عبد الله بن أبي كان ممن قذف عائشة ولم يقع في الحديث أنه ممن حد وتعقبه، القاضي عياض بأنه لم يثبت أنه قذف بل الذي ثبت أنه كان يستخرجه ويستوشيه.

69- أن الغضب قد يخرج الحليم المتقي إلى ما لا يليق به من القول، فالواجب الحذر منه، والتباعد عن أسبابه.

70- خطر المنافقين وشدة عدواتهم، وحرصهم على إيذاء المسلمين والنيل منهم، وتفريق كلمتهم، فقد كان المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وهو الذي تولى كبر هذا الإفك.

 



(1) - انظر: فتح الباري - ابن حجر [8 -  479]

(2) - انظر: تفسير القرطبي  (12 / 184). والصارم المسلول (1 / 570). 

 

 



بحث عن بحث