الحلقة الثامنة

  نقد المتون يعود إلى ثلاثة أسباب.

السبب الأول: المخالفة.

والمقصود بالمخالفة:  إذا وجد ما يعارض المتن في الظاهر

ويرجع ذلك حين يتعارض المتن مع أحد الأصول التالية:

1-    صريح القرآن.

2-    صحيح السنة النبوية.

3-    الإجماع.

4-    قول راوي الحديث أو فعله.

ومما يؤيده  أن علماء الحديث  أعملوا نقدهم في فحص الرواة والحكم عليهم ، بمنهج أساسي، في شأن المخالفة ،ولهذا يقول الحافظ ابن حجر: "مدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف"(1)

السبب الثاني: التفرد.

فالمتأمل بعمق في كلام النقاد من أهل الحديث يتبين له أن مسألة التفرد ذات أهمية كبيرة

  في الميزان النقدي في الحكم على الحديث

والتفرد بمتن حديثي من أهم أسباب نقد أئمة الجرح والتعديل للرواة،

ويكمن ذلك في  حالات ثلاث :

1-إذا كان التفرد بمتن لا أصل له، ويسمى بالتفرد المطلق, وهذا متفق عند الأئمة على رده.

مثال التفرد: أنه قد قيل لشعبة: "من أين تعلم أن الشيخ يكذب؟ قال: إذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم" لا تأكلوا القَرْعة حتى تذبحوها،" علمت أنه يكذب"(2).

2-إذا كان الراوي يكثر من التفرد عن عالم من علماء الحديث المعروفين كابن جريج وجمهور علماء الجرح والتعديل على تضعيف الراوي الذي يقع منه مثل ذلك.

3- إذا كان الراوي يتفرد بمتن يحتوي على تفصيل في أمر من الأمور المهمة في الشريعة،وهو مختلف فيه بين علماء الحديث إذا كان راويه صدوقاً أو ثقة غير مكثر(3).

السبب الثالث: الاضطراب.

الاضطراب هو: "رواية الحديث على أوجه مختلفة متساوية في القوة؛ يدل على وجود خلل في رواية ذلك المتن عند ذلك الراوي"

فالاضطراب في المتن محل اتفاق في رد رواية الراوي الذي وقع منه ذلك(4)؛

مثاله: أن الحجاج بن أرطاة روى حديثاً مرفوعاً في الحج، فقال فيه مرة: "إذا رمى أحدكم جمرة العقبة، فقد حل له كل شيء إلا النساء،" ومرة قال: "إذا رميتم، وذبحتم، وحلقتم، حل لكم،.." ومرة قال فيه: "إذا رميتم، وحلقتم، فقد حل،.." قال البيهقي: "هذا من تخليطات الحجاج بن أرطاة،"(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قواعد العلل (1/40)

(2) المحدث الفاصل (1/316)

(3) النكت على كتاب ابن الصلاح (2/703 و707 )

(4) الكفاية (1/435) 

(5) سنن البيهقي 5/136



بحث عن بحث