الحلقة(92)

آداب المحدث (2)

3- أن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه بذلك وكان إبراهيم والشعبي إذا اجتمعا لم يتكلم إبراهيم بشيء. (1)

4- ينبغي للمحدث إذا التمس منه ما يعلمه عند غيره في بلده أو غيره بإسناد أعلى من إسناده أو أرجح من وجه آخر أن يعلم الطالب ويرشده إليه فإن الدين النصيحة.

5-  توقير حديث النبي صلى الله عليه وسلم: وقد رُوي أنَّ جعفر بن محمد الصادق والأعْمش وقتادة ومالك بن أنس واللَّيث بن سعد والبغوي، وغيرهم - رحمهم الله - كانوا لا يُحدِّثون عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلا على طهارة.

قال حسين المعلِّم - رحمه الله تعالى -: "كان محمَّد بن سيرين يتحدَّث فيضحَك، فإذا جاء الحديثُ خشَع (2.

والإمام مالك له قصص في ذلك.

6- أن يُقبل على طلابه جميعاً، ولا يخص بعضهم بمزيد عناية دون بعض، روي عن حبيب بن أبي ثابت أنه قال: إن من السنة إذا حدث ا لرجل القوم أن يُقبل عليهم جميعاً(3).

7- أن لا يسرد الحديث سرداً يمنع السامع من إدراك بعضه، وليفتتح مجلسه وليختمه بذكر ودعاء يليق بالحال.

8-أن يقعد مجلساً للإملاء، فإنه من أعلى مراتب الرواية والسماع فيه من أحسن وجوه التحمُّل وأقواه.

   ويحسن بالمحدث الثناء على شيخه في حالة الرواية عنه بما هو أهل له، فقد فعل ذلك غير واحد من السلف والعلماء كما روى عن عطاء بن أبي رباح أنه كان إذا حدث عن ابن عباس رضي الله عنه قال: حدثني البحر.

   وعن وكيع أنه قال: حدثنا سفيان أمير المؤمنين في الحديث، وأهم من ذلك الدعاء له عند ذكره فلا يغفلن عنه(4).


 


[1]- " الجامع " (1/ 320).

[2]- ذكَره ابنُ عساكر في تاريخه (53/ 207(

[3]- علوم الحديث ص 217 .

[4]- علوم الحديث ص 219- 220 .



بحث عن بحث