العلة القادحة

 

 

 العلة القادحة:

   هي عبارة عن سببٍ غامضٍ خفيٍّ قادحٍ في صحة الحديث، مع أن الظاهر السلامة منه، وتكون في المتن، وقد تكون في الإسناد.

ويستعان على إدراكها بأمور منها:

1-  تفرد الراوي.

2-  مخالفة غيره له.

وكثيرًا ما يعللون الموصول بالمرسل مثل: أن يجيء الحديث بإسناد موصول، ويجيء أيضًا بإسناد منقطع أقوى من إسناد الموصول.

والسبيل إلى معرفة علة الحديث: أن تُجْمَعَ طُرُقُه، وينظر في اختلاف رواته, ويعتبر بمكانهم من الحفظ, ومنزلتهم من الإتقان والضبط.

ثم قد تقع العلة في الإسناد – كما تقدم وهو الأكثر- وقد تقع في المتن.

ثم ما يقع في الإسناد قد يقدح في صحة الإسناد والمتن جميعًا، كما في التعليل بالإرسال والوقف، وقد يقدح في صحة الإسناد خاصةً من غير قدحٍ في المتن.

مثال ما يقدح في الإسناد خاصة دون المتن:

  حديث رواه الثقة يعلى بن عُبَيد، عن الثوري، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: " كل بَيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلا بيع الخيار".

فهذا إسناد متصل بنقل العدل عن العدل، وهو معلل غير صحيح، والمتن على كل حال صحيح، والعلة في قوله: " عن عمرو بن دينار" إنما هو "عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر"، هكذا رواه الأئمة من أصحاب سفيان الثوري عنه، فوهم يعلى بن عبيد وعَدَل عن "عبد الله بن دينار" إلى: "عمرو بن دينار"، وكلاهما ثقة.

مثال علة المتن:

   ما انفرد به مسلم بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرح بنفي قراءة البسملة، فعلل قوم رواية نفي قراءة البسملة لما رأوا الأكثر إنما قالوا فيه: " فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين" من غير تعرض لذكر البسملة.

ورأوا أن من رواه بنفي البسملة رواه بالمعنى الذي وقع له، ففهم من قوله: " كانوا يستفتحون بالحمد" أنهم كانوا لا يبسملون، فرواه على ما فهم وأخطأ.

ـــــــــــ

" معرفة علوم الحديث" الحاكم، ص: 112.

"علوم الحديث" ابن الصلاح، 81-82.

" علل الترمذي" ابن رجب، ص: 21.

" المقنع" ابن الملقن، 2/ 212-220.

" النكت على ابن الصلاح" ابن حجر، 2/ 710-771.

" فتح المغيث" السخاوي، 1/ 225- 226.

" تدريب الراوي" السيوطي، 1/ 212.

" اليواقيت والدرر" المناوي، 1/ 400.

"التوضيح الأبهر" السخاوي، ص: 19.

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

 



بحث عن بحث