بسم الله الرحمن الرحيم

 

حوار مع مسند الهند الشيخ عبدا لقيوم الرحماني البَسْتوي..

ولد الشيخ عبدا لقيوم البَستوي في قرية (دُودُو هْنِيا) على الحدود مع مملكة نيبال في محافظة (سدهارت نغر) "بَسْتي سابقًا" من ولاية يوبي شمالي الهند سنة (1336) هـ.

وأسرته ذات قدر ووجاهة في المنطقة وتحمل لقب (خان)، وينسب إلى المدرسة الرحمانية بالرحماني وهي المدرسة الشهيرة في دلهي كما ينسب البَسْتَّوي للإقليم الذي ينتمي إليه.

له سماعات لصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي وبلوغ المرام. وغيرها من كتب السنة وقد أجازه شيوخه بها.

 

- فضيلة الشيخ نرى أحيانا اختلافا بين المشتغلين في علم الحديث في تصحيح الحديث وتضعيفه. ماهي نصيحتكم لطلاب العلم أمام هذه الظاهرة.؟

لو أنصف الجميع وأرادوا الحق لنهجوا طريق الترجيح بحسب الضوابط وعندها نتعدى موضوع الاختلاف إلى الترجيح وعلينا أن لا نجعل من هذه الظاهرة اختلافا يؤدي إلى الفرقة والتباعد.

 

- معلوم لديكم أن الراوي أدرى بمرويه من غيره فالصحابة رضي الله عنهم الذين عاصروا التنزيل وعلموا مالم يعلمه غيرهم في الأصول والفروع، نرى اليوم من يعرض عن فهمهم ويقول هم رجال ونحن رجال نحكم عقولنا في فهم الحديث ولسنا بحاجة إلى فهمهم، ما هو تعليقكم على هذا.؟

الصحابة بشر خلقهم الله كما خلق غيرهم ويجري عليهم ما يجري على غيرهم. ولكن خصهم الله من بين خلقه أن جعلهم في خيرية وفضل، عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاصروا التنزيل وشهدوا المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثنى عليهم ربنا سبحانه في كتابه وهم في مقدمة الخيرية في قوله صلى الله عليهم وسلم:(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).

ففهمهم يُعتد به وقولهم مقدم على غيرهم في حال الاختلاف نجلهم ونقدر قدرهم ونترضى عنهم.

 

- عند اختلاف علماء الجرح والتعديل في الحكم على الراوي بين معدل وجارح ماهو المرجح عندكم والذي تميلون إليه..؟

أحاول أن استفرغ الوسع في معرفة حال الراوي وما قال فيه علماء الجرح والتعديل  وفي حال التساوي في ذلك أنظر إلى القرائن التي تكون سببا في الحكم.

 

- لقد عرفتم بين أقرانكم بلقب (مفسر القرآن) ما هي نصيحتكم للمنشغلين بالقرآن وعلومه , وما هي التفاسير التي تنصحون المبتدئ بقراءتها.؟

الاهتمام بالقرآن حفظًا وتلاوة وعملاً من أهم القربات  إلى الله تعالى، وأرى للمشتغل في القرآن وعلومه أن يحرص على نلقي هذه العلم من أصوله. والاعتماد على فهم القرآن من خلال القرآن والسنة والابتعاد عن الآراء والمفاهيم الشاذة.

أما كتب التفسير فأهمها كتب التفسير بالمأثور فهي أضبط للفهم وأسلم للقبول , أما ما نراه من تفسيرات للقرآن إشارية وطرقية وصوفيه فهي بعيدة عن روح القرآن وفهمه الصحيح.

 

- برع في هذا العصر علماء ربانيون خدموا السنة كل من خلال تخصصه تحقيقاً وتدقيقاً وتصحيحاً وتصنيفاً. هل لكم من ملاحظات علمية ومنهجية على عمل هؤلاء العلماء.

ليس لي أي ملاحظات على هؤلاء العلماء ولكن من كان عمله موافقا للوحيين الكتاب السنة  ندعو له بخير ومن اجتهد في عمله فأخطأ فله أجر عمله ولا نقره على خطأه، فالحق أحق أن يتبع.

 

- دعوى الانتماء والإتباع لهذا الدين، والغيرة على حرماته، والتفاني في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبحت لدى الكثير متناقضة مع واقعهم، يظهرون ذلك من خلال الممارسات. ما هو تعليقكم على هذه الظاهرة.

(بعد أن صمت قليلا وأخذ يتحول برأسه يمنة ويسره أجابني بقوة وبصوت مرتفع)

ما أنا اليوم عليه وأصحابي...

لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على الحق...

كل من سلك طريق الصحابة فهو منهم...

                                                             أجرى الحوار

                                                            سليمان الحرش

 

 

 



بحث عن بحث