الحلقة (101)سمات مريدفهم السنة(2-3)

3- العلم، وهذه مرتكز السمات المؤهلة للنظر في السنة وفهمها وتطبيقاتها، وإعمالها في ما استقر من الأحكام والنوازل والمستجدات وغيرها، وقد سبق بيان أهمية العلم في الجملة وما ورد فيه وفي فضله من النصوص القرآنية والنبوية كقوله تعالى:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (1)، وقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}(2). وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام:«نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع»(3).

ومما يخص ذكره من العلم هنا:

أ – العلم بكتاب الله تعالى، واستحضاره في الجملة، والعلم بالآية أو الآيات الدالة على المسألة المرادة، وكيفية الربط بينها وبين الأدلة الأخرى.

ب- العلم بمنهجية فهم السنة والعمل بها المجمل ذكرها في القواعد السابقة كالعلم بقضايا الإسناد والتوصل إلى الحكم، والعلم بأدوات فهم المتن، والعلم بقواعد الترجيح بين الأدلة وغيرها.

جـ - معرفة مواقع الإجماع حتى لا يخالفها، ومواقع الخلاف، وكيفية التعامل مع القضايا الخلافية، وأدوات الترجيح بين الآراء حال الخلاف.

د- معرفة الناسخ من المنسوخ من الأدلة حتى لا يعمل بالمنسوخ وقريب منه وهو أدق ما أجمع على ترك العمل به مع صحة إسناده، أو عمل به مع ضعف إسناده والمستند الذي اعتمد عليه.

هـ - العلم بالمصادر الأخرى والقواعد الشرعية العامة الموصلة إلى الاستنباط السليم، والحكم في المسألة كالقياس والاستصحاب، والاستصلاح وغيرها من طرق الاستدلال.

و – العلم بقواعد الترجيح من حمل العام على الخاص، والمطلق على المقيد ونحو ذلك مما سبق بيانه.
_________________________
1-[الزمر: 9].

2-[المجادلة: 11].

3-(صحيح الترمذي[2657]).



بحث عن بحث