الحلقة (18) عناية المحدثين بمتن الحديث (1-2)

 

متن الحديث ما ينتهي إليه السند من الكلام، ومن المعلوم أن الوصول إلى صحة هذا المتن ونسبته إلى رسول الله ﷺ وهو الغاية التي تصل إليها دراسة الإسناد.

والحكم على الحديث يشمل الحكم على الإسناد والمتن، ولذلك اهتم المحدثون بهذا المتن الذي هو الغاية المقصودة.

ويمكن أن نلخص بعض مظاهر الاهتمام بالمتن في النقاط الآتية:

أ ـ التصنيف في علوم المتن المختلفة. ومن أهمها: جمع الحديث، وهذا الفن أخذ أشكالًا متعددة وأنماطًا مختلفة، منها:

التصنيف على المسانيد؛ وهي التي صنفها أصحابها على مسانيد أسماء الصحابة. مثل: مسند الإمام أحمد، ومسند الحميدي، وأبي يعلى رحمهم الله تعالى.

التصنيف على الأبواب وهي أكثر تصنيفًا، ومنها: ما يعتني بجميع أبواب الدين مثل:

ـ الجوامع، وهي التي جمعت أبواب الدين مثل الصحيحين وجامع الثوري وابن عيينة ومعمر رحمهم الله تعالى.

ـ المستدركات وهي مما يستدركه المؤلف على آخر على شرطه مثل مستدرك الحاكم رحمه الله تعالى.

ـ المستخرجات، جمع مستخرج وهو أن يأتي المصنف المستخرج إلى كتب من كتب الحديث فيخرج أحاديثه بأسانيد لنفسه من غير طريق صاحب الكتاب فيجتمع معه في شيخه أو من رواءه، مثل: مستخرج الإسماعيلي، أبي عوانة، وأبي نعيم رحمهم الله تعالى.

ـ المجاميع: وهي جمع: مجمع، وهو كل كتاب جمع فيه مؤلفه أحاديث عدة مصنفات، ورتبه على ترتيب تلك المصنفات مثل الجمع بين الصحيحين للحميدي رحمه الله تعالى.

ـ الزوائد وهي كل كتاب جمع فيه مؤلفه ما يزيد على مصنفات أخرى مثل: مجمع الزوائد، والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية.

تصنيف كتب تهتم بجمع أكثر أبواب الدين مثل:

       ـ السنن: رتبت على الأبواب الفقهية كالسنن الأربعة.

       ـ المصنفات: والمصنف هو الكتاب المرتب على الأبواب الفقهية فيجمع المرفوع والموقوف، مثل مصنف عبد الرزاق ومصنف ابن أبي شيبة.

       ـ الموطّآت: مثل موطأ الإمام مالك.

المصنفات المتعلقة في جانب من جوانب الدين أو باب من أبوابه مثل:

ـ الأجزاء: وهو الكتاب الصغير مثل جزء رفع اليدين للبخاري.

ـ الترغيب والترهيب للمنذري.

ـ الزهد والفضائل: ذم الغيبة لابن أبي الدنيا، الزهد لأحمد، رياض الصالحين... وهكذا.



بحث عن بحث