الحلقة(4) أهمية السنة النبوية (1- 2)

للسنة النبوية أهمية عظمى في دين الله تعالى مما يجعلها حجة في الاعتقاد والتشريع.

ويمكن أن تلخص هذه الأهمية بما يلي:

1 ـ أن السنة النبوية هي التفسير العملي للقرآن الكريم، وهي التطبيق الواقعي للدين، فقد كان النبي ﷺ يقيم حياته على ما ينزل من عند الله تعالى من القرآن الكريم، فيراه الصحابة فيمتثلون أمره، وإذا ما احتاجوا إلى توضيح أمر أو استفسار ما غمض عليهم بيّنه ﷺ لهم كما أنه القدوة في أحواله وأفعاله، فقد تمثل القرآن الكريم بأكمله في حياته العلمية، وقد أمر الله تعالى بالأخذ بما جاء به سواء كان قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}(1)

وسئلت عائشة عن خلق رسول الله ﷺ فقالت: كان خلقه القرآن بمعنى أنه يتمثل القرآن الكريم في جميع شؤون حياته فلا يحيد عنه قيد أنملة.

وحياة الرسول ﷺ في جميع جوانبها تطبيق لهذا المبدأ، فحمل في حياته العلمية أمانة البيان وصدق التطبيق فجاءت مقررة ومؤكدة لما جاء في القرآن الكريم كالأحاديث العديدة التي تدل على فرضية، ووجوب الصلاة والصيام والحج وغيرها والأحاديث التي تحرم أكل الربا والزنا والقتل وسائر المحرمات، وتوضح المشكل من ذلك.

قال ﷺ في شأن الصلاة كما ثبت في صحيح البخاري:«صلوا كما رأيتموني أصلي»(2) بعد أن صلى لهم صلاة بيّن فيها مواقيت الصلاة وعدد ركعاتها وواجباتها، ومثله ما يرد في تفصيلفرض الصيام والحج والزكاة، وجاءت السنة مخصصة للعام من القرآن كقول الله تعالى في ميراث الأولاد والآباء والأمهات: {يُوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ}(3) فجاءت السنة بتخصيص القاتل من الأولاد ومنعته وحرمانه من الميراث كما جاء في الصحيح عن النبي ﷺ فجاء في الصحيح قول النبي ﷺ«ليس لقاتل ميراث»(4)

وجاءت مقيدة لمطلق القرآن كتحديدقطع يد السارق في قوله تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّـهِ}(5) فجعلتالقطع من الرسغ،وهكذا.

وللموضوع بقية نتناولها في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.
_______________________________

1- [الحشر: 7].
2-(صحيح البخاري[631]).
3-[النساء: 11].
4-(السنن الكبرى للبيهقي[220/6]).
5-[المائدة: 38]



بحث عن بحث