بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم (4)

 

 

بشارات التوراة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

 

وعدنا فيما سبق بذكر بشارات التوراة المبشرة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وها نحن في هذه الحلقات وما يليها نفي بهذا الوعد:

البشارة الأولى :أهم بشارات التوراة وأصرحها ، تلك الشارة الواضحة والناصعة بأن الله سيجعل من نسل إسماعيل ، هذا الذي أمه هاجر "أمة عظيمة جدا جدا" تكون لها الغلبة في الأرض على جميع الأمم:

جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين" وأما ساراي امرأة إبرام ( إبراهيم ) فلم تلد له. وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر . فقالت ساراي لإبرام : هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة. ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين. فسمع إبرام لقول ساراي ...  وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له . فدخل على هاجر فحبلت . ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها . فقالت ساراي لإبرام : ظلمي عليك أنا دفعت جاريتي إلى حضنك، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها. يقضي الرب بيني وبينك . فقال إبرام لساراي: هوذا جاريتك في يدك. افعلي بها ما يحسن في عينيك. فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية .... وقال: يا هاجر جارية ساراي، من أين أتيت ؟ وإلى أين تذهبين ؟. فقالت: أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي . فقال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها . وقال لها ملاك الرب : تكثيرا أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة

 .وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى، فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل، لأن الرب قد سمع لمذلتك . وإنه يكون إنسانا وحشيا، يده على كل واحد، ويد كل واحد عليه، وأمام جميع إخوته يسكن"(1) .

وجاء في خطاب الله لإبراهيم :" وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه : ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا . اثني عشر رئيسا وأجعله أمة كبيرة "(2) .

وفي موضع آخر من التوراة جاء فيه : "ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمرح. فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق. فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه. فقال الله لابراهيم لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها. لأنه بإسحق يدعى لك نسل. وابن الجارية أيضا سأجعله أمة نسلك(3). فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر ، واضعا إياهما على كتفها والولد وصرفها. فمضت وتاهت في برية بئر سبع. ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الاشجار. ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس. لأنها قالت لا أنظر موت الولد. فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت. فسمع الله صوت الغلام. ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر. لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو. قومي احملي الغلام وشدي يدك به. لأني سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران"(4) .


(1) سفر التكوين ، الإصحاح ( 16 ) من 1 ــ 12 .

(2) سفر التكوين ، إصحاح ( 17 ) : 20 ، هذا وقد أنجب إسماعيل اثني عشر ابنا ( انظر : سفر التكوين ، الإصحاح 25 : 13 ــ 15 ) وهذا العدد كان كفيلا بحمد الله بأن يجعل من نسل إسماعيل أمة مباركة كبيرة فيما بعد ..

(3) وعند ابن ربن الطبري : " إني جاعل ابن أمتك أيضا لأمة عظيمة لأنه من زرعك " الدين والدولة ص132 .

(4) سفر التكوين ، الإصحاح ( 21 ) " 11 ــ 21 .

 



بحث عن بحث