بشارات الكتب السماوية السابقة به صلى الله عليه وسلم(3)

 


 

أولا : بشارات التوراة ــ العهد القديم .

التوراة هي الكتاب الذي أنزله الله على نبيه موسى عليه السلام يتضمن العقيدة والشريعة لبني إسرائيل ، وقاصرة في وقتنا الحالي على أسفار موسى الخمسة ، وهي : التكوين والخروج والعدد واللاويين وتثنية الاشتراع .

وقد حافظ على هذه الكتب الخمسة اليهود السامريون ، إلا أن اليهود العبرانيين ألحقوا بتلك الكتب الخمسة أسفارا أخرى سموها أسفار الأنبياء ، وليست منها ، وإليك أخي القارئ الكريم بعض البشارات التي سجلتها التوراة ــ العهد القديم ــ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

البشارة الأولى :

إن من أهم البشارات وأصرحها : تلك البشارة الواضحة والناصعة بأن الله سيجعل من نسل إسماعيل ، هذا الذي أمه هاجر أمة عظيمة جدا جدا تكون لها الغلبة الباقية في الأرض على جميع الأمم .

جاء في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين :" وأما ساراي [ سارة ] امرأة إبرام [ إبراهيم ] فلم تلد له ، وكانت له جارية مصرية اسمها هاجر ، فقالت ساراي لإبرام : هو ذا الرب قد أمسكني عن الولادة ،دخل على جاريتي ،لعلي أرزق منها بنين ،فسمع ابرام لقول ساراي .. وأعطتها لإبرام زوجة له ،فدخل على هاجر فحبلت ،ولما رأت أنها حبلت صغرت مولاتها في عينيها ،فقالت ساراي لإبرام ظلمي عليك، أنا دفعت جاريتي إلى حضنك ، فلما رأت أنها حبلت صغرت في عينيها ،يقضي الرب بيني وبينك ،فقال إبرام لساراي : هو ذا جاريتك في يدك افعلي بها ما يحسن في عينيك . فأذلتها ساراي ، فهربت من وجهها ، فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية .. وقال : يا هاجر جارية ساراي : من أين أتيت وإلى أين تذهبين ؟ فقالت : أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي ، قال لها ملاك الرب : ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يدها ،وقال لها ملاك الرب : تكثيرا أكثر نسلك [ أي أكثر نسلك تكثيرا ] فلا يعد من الكثرة،وقال لها ملاك الرب : ها أنت حبلى فتلدين ابنا ،وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب قد سمع لمذلتك ، وإنه يكون إنسانا وحشيا يده على كل واحد ، ويد كل واحد عليه ،وأما جميع إخوته يسكن "(1)

وجاء في خطاب الله لإبراهيم : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه : ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرا جدا ،اثني عشر رئيسا يلد وأجعله أمة كبيرة "(2)

وفي موضع آخر من التوراة جاء فيه :" ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمرح ، فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحق ،فقبح الأم جدا في عين لإبراهيم لسبب ابنه ، فقال الله لإبراهيم : لا يقبح في عينيك لأجل الغلام ومن أجل جاريتك ، في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لأنه بإسحق لك نسل، وابن الجارية أيضا سأجعله أمة نسلك، فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء ، وأعطاهما لهاجر واضعا إياها على كتفها والولد وصرفها ، فمضت وتاهت في برية بئر سبع ، ولما فرغ الماء من القربة، طرحت الولد تحت إحدى الأشجار ، ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس ،لأنها قالت لا أنظر موت الولد ، فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت، فسمع الله صوت الغلام ، نادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها : ما لك يا هاجر؟ ،لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو ،قومي احملي الغلام وشدي يدك به ،لأني سأجعله أمة عظيمة ،وفتح الله عينيها فأبصرت ماء ، ذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام ،وكان الله مع الغلام فكبر ،وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس ،وسكن في برية فاران .. "(3).

ما الذي تشير إليه هذه البشارات ؟

هذا ما سنقف عليه في الحلقات القادمة بإذنه تعالى  .


(1) سفر التكوين ، الإصحاح ( 16 ) من 1 ــ 12 .

(2) سفر التكوين ، الإصحاح ( 17 ) : 20 .

(3) سفر التكوين ، الإصحاح ( 21 ) : من 11 ــ 21 .

 



بحث عن بحث