حقه عليـك/حقك عليـها(5-5)

 

5– حفظه في دينه وعرضه :

ونقصد بحفظه في دينه إعانته على المحافظة على شرائع الإسلام ، وتجنيبه الفتن والوقوع في الآثام بكل ما يكون فيه زيادة لإيمانه وإيمانها  ، وبفعل ما يدفعه لغض بصره عن غيرها مع مراعاة أوامر الله تعالى ونواهيه

وأما حفظه في عرضه فبالإضافة إلى ما سبق يكون بحفظ عرضها ؛ فإن عرضها هو عرضه ، وذلك ببعدها عن التبرج والتعرض للأجانب في البيت وخارجه ، فلا تبدي زينتها إلا لزوجها ولذوي محارمها على التأبيد مع أمن الفتنة

، قال الله تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (1).

 

ولا تخلو بأجنبي ولو كان شقيق زوجها ، عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ) . فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال: ( الحمو الموت )(2)

والمراد بالحمو أقارب الزوج من غير المحارم كالأخ والعم والخال وأبنائهم . ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم ( الحمو الموت ) فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبى(3) .

ولا تأذن لمن لا يرضي الزوج دخوله عليها قال عليه الصلاة والسلام (... ألا وإن كلم على نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فحقكم عليهن : أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون)(4) .

ولا تضع ثيابها في غير بيت زوجها وتحفظ عرضها فلا تقع في الحرام .عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها ، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل)

ومنه أن لا تصوم صوم التطوع عند حضوره إلا بإذنه

 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه )(5)

يجمع المقصود قوله تعالى ( فَالصَّالِحَاتُ قانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) .

فمن صفات المؤمنة الصالحة الملازمة لها بحكم إيمانها وصلاحها ، أن تكون حافظة لحرمة زوجها في غيبته - وبالأولى في حضوره - فلا تبيح من نفسها نظرة أو نبرة ...ممالا يباح إلا له هو – باعتبار الميثاق الغليظ الذي بينهما .


(1) سورة النور آية 31 .

(2) أخرجه البخاري ك النكاح باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم ح4934- 5/2005 ، ومسلم ك السلام باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها .

(3) شرح النووي لصحيح مسلم 14/154 .

(4) أخرجه مسلم باب حجة النبي r ح 1218-2/889 .

(5) أخرجه البخاري ك الصوم باب صوم المرأة تطوع بإذن زوجها ح4896-5/1993 ، ومسلم ك الزكاة باب ما أنفق العبد من مال مولاه .



بحث عن بحث