خلقــه صلى الله عليه وسلم

 

    وصف الله تعالى أخلاق نبيه -صلى الله عليه وسلم- فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

   وعن عطاء قال: قلت لعبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أخبرني عن صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التوراة قال: ( أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً)(1).

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، يغضب لغضبه ويرضى لرضاه)(2).

    وعن أنس -رضي الله عنه- قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقاً)(3).

    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاحشاً ولا متفحشاً وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً)(4).

    وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء).

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم).

    وعن جابر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً).

    وعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )(5).

    (هكذا كان خلقه -صلى الله عليه وسلم- وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله.

    أما حسن الخلق مع الله: فهو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر وعدم الأسى والحزن.

    أما حسن الخلق مع الخَلق فيحسن الخلق معهم بما قاله بعض العلماء، كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه.

كف الأذى: بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه. وبذل الندى: يعني العطاء، فيبذل العطاء من مال وعلم وجاه. وطلاقة الوجه: بأن يلاقي الناس بوجه منطلق، ليس بعبوس ولا مصعر خده، وهذا هو حسن الخلق)(6).

   وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)(7).

    وعنه قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم) رواه الترمذي. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)(8).

    كل هذه الأحاديث تبين فضائل حسن الخلق، وأن أحسن الناس أخلاقاً هم أكمل الناس إيماناً، وهذا دليل على أن الإيمان يتفاوت، وكلما كان الإنسان أحسن خلقاً كان أكمل إيماناً وينبغي للإنسان أن يكون مع أهله خير صاحب وخير محب وخير مربي لأن الأهل أحق بحسن الخلق من الغير فهو أولى بذلك(9).

 

 

 


 

(1)     رواه البخاري.
(2)     رواه مسلم.
(3)     متفق عليه.
(4)     متفق عليه.
(5)     رواه أبو داود بإسناد صحيح.
(6)     شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (6/257-258).
(7)     رواه الترمذي.
(8)     رواه الترمذي.
(9)     المرجع السابق ص (272).
 



بحث عن بحث