وسائل وأفكار لاغتنام الأسحار   (1 - 7)

 

أيها المسلمون: اتقوا الله عز وجل واعلموا أن الوقت الذي تعيشونه في هذه الحياة الدنيا أنفس ما للإنسان، ولا يقدر بالأثمان، وكل مفقودٍ يمكن أن يسترجع إلا الوقت، فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل، ولذلك كان على المسلم أن يحفظه فيما ينفعه في آخرته ودنياه، ويصونه عن الضياع باللهو والغفلة، ويستقبل أيامه استقبال شديد الظمأ لقطرة الماء، واستقبال الضنين للثروة النفيسة، لا يفرط في قليلها فضلاً عن كثيرها، ويجتهد أن يضع كل شيء مهما ضؤل موضعه اللائق به.

أختي المسلمة: إن العمر الذي تعيشه هو مزرعتك التي تجني ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخيرٍ وعمل صالح جنيت السعادة والفلاح، وكنت مع الذين ينادى عليهم في الآخرة: ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ) الحاقة : 24 وإن ضيعته في الغفلات، وزرعته بالمعاصي والمحرمات؛ ندمت على ما قدمت يداك حيث لا ينفعك الندم، وتمنيت الرجوع إلى الدنيا لتعمل ولو حسنة واحدة ولكن هيهات هيهات: ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )  فاطر : 37.

أمة الإسلام: إن المسلم الحق يحافظ على وقته محافظة شديدة، لأن الوقت عمره، فإذا أضاع منه ولو شيئاً يسيراً في غير ما شرعه الله كان عليه حسرةً وندامةً يوم القيامة، وكل ساعة تمرُّ على ابن آدم تقربه إلى الآخرة وتبعده من الدنيا، قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [ابن آدم! إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك ]

وقال الحسن رحمه الله: [ما من يومٍ ينشق فجره إلا نادى: يا بن آدم! أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود فيَّ بعملٍ صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة ]

فغريب شأن هؤلاء الناس كيف يلهون ويلعبون، ويركضون وراء شهواتهم والموت يأتي بغتة، وينسون ويعرضون، وكل ذرة من أعمالهم محسوبة ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المجادلة :   6 .

محاور الموضوع:

1.   أهمية الوقت.

2.   خصائص الوقت.

3.   فضل السحر.

4.   ما هو وقت السحر.

5.   الحث على اغتنام أوقات العمر.

6.   ما يمكن عمله في وقت السحر.

7.   الأسباب المعينة على إغتنام السحر بالطاعات كثيرة منها.

8.   ثمرات اغتنام السحر.

9.   جولة في ليالي السلف.

10.   طبقات السلف في قيام الليل.

 

أهمية الوقت :

" والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى"، " والفجر وليال عشر"، " والضحى والليل إذا سجى"  ،  "والعصر، إن الإنسان لفي خسر".

 

إن هذه الآيات لتدل دلالة واضحة لا يشوبها شائبة من أن للوقت أهمية عظيمة.
جاء في كتاب " تبيين كذب المفتري " للحافظ بن عساكر وطبقات الشافعية لتاج الدين السبكي في ترجمة الإمام سليم الرازي أحد أئمة السادة الشافعية في عصره ( ت 447 ) قول تاج الدين السبكي : " كان رحمه الله من الورع على جانب قوي يحاسب نفسه على الأوقات، لا يدع وقتا يمضي بغير فائدة، إما ينسخ أو يدرس أو يقرأ أو ينسخ شيئاً كثيراً" .

يقول الحسن البصري: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم.

                                                                 جمع وإعداد

                                                         أ . باسمة بدر الجابري



بحث عن بحث