الحيـــــــاء

اسم الله الحيي الستير سبحانه جل جلاله (28-32)

 

العبد ليس له إلا الظاهر, وقد يكون ظاهر العبد جميلاً حسناً, ولكن باطنه سيئاً, وقد يكون ظاهره سيئاً ,وباطنه جميلاً, ولك أن تتأمل هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينا امرأة ترضع ابنها إذ مرَّ بها راكب وهي ترضعه فقالت: اللهم لا تُمت ابني هذا حتى يكن مثل هذا فقال: اللهم لا تجعلني مثله. ثم رجع فيه الثدي، ومُرَّ بامرأة تجرّر وُيلعبُ بها، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فقال: أما أمر الراكب فإنه كافر، وأما المرأة فإنهم يقولون لها: تزني، وتقول: حسبي الله، ويقولون تسرق وتقول: حسبي الله)(1).و في رواية " يقولون سرقتِ, زنيتِ, ولم تفعل".

ومعلوم حديث الرجل الذي مات من بني إسرائيل وقيل له: هل لك من حسنة؟ فقال: لا. فلك أن تتصور معنى أنه لم يذكر لنفسه حسنة فأي رجل هذا حتى أنه لا يذكر لنفسه حسنة من أول وهلة؟ ثم ما لبث أن تذكر حسنة وهي أنه كان يأمر غلمانه الذين يتقاضون الديون التي له عند الناس أن يتجاوزوا عن المعسر منهم. هذه الحسنة العظيمة تجاوز الله بها عنه فغفر الله له.

فمن أنت حتى تحكم على الناس بالهلاك أو تقضي عليهم بالعذاب؟ فقد تكون للعبد حسنة يُغفر بها ذنوب العمر. والعجب أن يسلم منك أعداء الله ولا يسلم منك أخوك المسلم.

قال سفيان بن حسين: ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي وقال: أغزوت الروم ؟ قلت: لا. قال أغزوت الهند والسند أو الترك ؟ قلت : لا. قال: أفسلم منك الروم والهند والسند والترك؟ : ولم يسلم منك أخوك المسلم؟


(1) رواه البخاري برقم ( 3466 ) .

 



بحث عن بحث