يتم الرسول صلى الله عليه وسلم

 

  خشية حليمة عليه بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه فكان عند أمه إلى أن أبلغ ست سنين ثم توفيت أمه صلى الله عليه وسلم فكفله جده العطوف – وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربو نحو حفيده اليتيم فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان لا يدعه لوحده ، كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له . قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر(1) حتى يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني هذا ، فوالله إن له لشأناً ، ثم يجلس معه على فراشه ، ويمسح ظهره بيده ، ويسره ما يراه يصنع ، وقد قيل له صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله أتذكر موت عبد المطلب ؟ قال : (نعم وأنا يومئذ ابن ثمان سنين) (وعن أم أيمن أنها كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبكي خلف سرير عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين) ثم كفله عمه أبو طالب شقيق أبيه ذلك الرجل الشفيق الذي ضمه إلى ولده وقدمه عليهم .

 


(1) جفر : يعني قوياً شديداً .

 

 



بحث عن بحث