قصة بحيرى الراهب

 

      شب محمد مع أبي طالب ، يحفظه الله بعنايته التامة ويحوطه من أمور الجاهلية ومعائبها ... لما يريد سبحانه من كرامته ! وقد تعلق أبو طالب بابن أخيه أكثر من تعلقه بابنه .. فلما أراد الخروج في تجارة إلى الشام ، لم يأخذ معه ابنه طالباً الذي بلغ 14 من العمر، بل أخذ معه محمداً وكان عمره 12 سنة لشدة حبه له وعطفه عليه . كانت الرحلة من مكة إلى الشام بعيدة جداً ولكن محمداً تعود على السفر.. "فقد سافرت به حليمة أكثر من مرة من مكة إلى ديارها في بني سعد لاسيما وأن الرحلة كانت في الصيف هكذا تعودت قريش .. رحلة الصيف إلى الشام ورحلة الشتاء إلى اليمن ، وهكذا مضت القافلة تستريح عند اشتداد الحر وتسير عندما يبرد الجو !!

  خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا (1)  على الراهب(2) هبطوا(3) فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت ، قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتحللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش ما يملك ؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر(4) ساجداً ، ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أغضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاماً فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل فقال: أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه .." (5) .


(1) أشرفوا : أي طلعوا .

(2) الراهب : اسمه بحيرا وهو زاهد النصارى .

(3) هبطوا : نزلوا .

(5) خر : أي سقط .

(6) رواه الترمذي ، كتاب المناقب ، باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلم (3620 – 8250) .

 



بحث عن بحث