حقـه عليـك

 

1– حفظ المرأة لمال زوجها فلا تبذره، ولا تأخذ منه بغير علمه إلا أن يعطيها أقل من الكفاية فتأخذ منه ما يكفيها.

عن عائشة: أن هنداً بنت عتبة قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم؟ قال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)(1).

وقد أشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة التي تحنو على زوجها وتشفق عليه وترعى ماله فقال: (خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده)(2).

والمراد بذات يده ماله ومكسبه(3).

والمرأة المؤمنة تحرص على مال زوجها؛ إذ منه نفقتها ونفقة ولدهما، وتضييعه بغير حق، تضييع لحقهما فيه.

ومن الغفلة تضييع مال الزوج خشية المضارة بزوجة أخرى، مع ما فيه من لحوق الإثم بالإسراف والتبذير.

                              فاحـفظي حق زوجك وماله تنعمي بحياتك معه.

تكتب هذه السلسلة د. إلهام بدر الجابري

 

حقـه عليـك

2 – من حقه عليها أن تشكره وتثني عليه خيراً:

إن من مكارم الأخلاق استشعار الجميل، وشكر المعروف، والاعتراف بالإحسان، قال عليه الصلاة والسلام: (من لم يشكر الناس، لا يشكر الله)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من صنع لكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه به، فادعوا له).

وهذا مطلوب بين عامة الناس، وبين الزوجين خاصة؛ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (....ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط، ورأيت أكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: بكفرهن. قيل: يكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئاً، قالت: ما رأيت منك خيراً قط)(4).

وقوله فيه: (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر) فيه إشارة إلى وجود سبب التعذيب؛ لأنها بذلك كالمصرة على كفر النعمة، والإصرار على المعصية من أسباب العذاب(5).

وخصص المرأة بالذكر، لأن وقوعه منها أكثر، ويقع منها بعدة صور؛ كفران العشير بالقلب فقط، فتحمل عليه غلاً، وتكتم غيظاً وغضباً.

 أو التصريح بالكلام كقول ما رأيت منك خيراً قط، ونحوه من الكلام. ظهور هذا الكفران بالتقصير في واجباتها الأسرية.

أو بكثرة التذمر والشكوى من الزوج وذمه في مجالس النساء، وهذا من الغيبة المحرمة، ولعل اغتياب الزوج أشد حرمة من غيره لعظم حقه عليها.

ومن حق الزوج على امرأته أن تشكره وتثني عليه خيراً، وإن رابها منه شيء أن تصبر، وتحتسب، وتدعو الله تعالى وتجتهد في الدعاء (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ...).

 


 

(1)     أخرجه البخاري ك النفقات باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه...ح5364-9/507 مع الفتح.
(2)     أخرجه البخاري ك النفقات باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة ح5365-9/511.
(3)     فتح الباري 9/512.
(4)     أخرجه البخاري ك النكاح باب كفران العشير وهو الزوج ح5197-9/298 مع الفتح.
(5)     انظر فتح الباري 9/298،299.



بحث عن بحث