الحلقة (35)

قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (20)

اتخاذ مقام إبراهيم مصلى

عن عمر بن الخطابرضي الله عنه: وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا منمقامإبراهيممصلى فنزلت ) واتخذوا من مقامإبراهيممصلى ( وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن ) عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ( فنزلت هذه الآية (1)

مقام إبراهيم هو " الحجر الذي كان يقف عليه لما ارتفع البناء عن قامته فوضع له ولده هذا الحجر المشهور ليرتفع عليه لما تعالى البناء ... وقد كانت آثار قدمي الخليل عليه السلام باقية في الصخرة إلى أول الإسلام " اهـ (2)

قال ابن حجر : الْمُرَاد بِمَقَامِ إِبْرَاهِيم الْحَجَر الَّذِي فِيهِ أَثَر قَدَمَيْهِ اهـ .

وقال ابن كثير :وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ، وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا ، كما قال أنس بن مالك : رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص قدميه .

غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم .

وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) إنما أمروا أن يصلوا عنده ، ولم يؤمروا بمسحه ، وقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها  ولقد ذَكَرَ لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتى انمحى  (3)


 


1 - رواه البخاري(394).

2 - من البداية والنهاية(1/163).

3 - "تفسير ابن كثير"(1/117)



بحث عن بحث