قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام(3)
أول من بدل دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :( سمعت رسول الله يقول لأكثم بن الجون الخزاعي : يا أكثم ! رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار ، فما رأيت رجلا أشبه برجل منك به ، ولا بك منه " . فقال أكثم : عسى أن يضرني شبهه يا رسول الله ؟
قال :" لا إنك مؤمن وهو كافر ، إنه كان أول من غير دين اسماعيل ، فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي )(1)
* السائبة : الناقة إذا تبعت بين عشر إناث ليس بينهن ذكر ، سيبت فلم يركبها ظهرها ولم يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلا ضيف كما فعل بأمها فهي البحيرة بنت السائبة .
* البحيرة : بنت السائبة
* الوصيلة : الشاة إذا أتمت عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن ليس بينهن ذكر ، جعلت وصيلة ، قالو : قد وصلت ، فكان ما ولدت بعد ذلك للذكور منهم دون الإناث إلا أن يموت منها شيء فيشتركوا في أكله ذكورهم وإناثهم .
* الحامي : الفحل إذا نتج له عشر إناث متتابعات ليس بينهن ذكر ، حمى ظهره فلم يركب ولم يجو وبره وخلي في إبله يضرب فيها لا ينتفع منه بغير ذلك . (2)
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة "
ويستفاد مما سبق :
أنه قد بقيت بقايا من دين إبراهيم عليه السلام ، وصلت إلى العرب قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت قلّة من العرب يدينون قبل البعثة بالحنيفية ، دين إبراهيم عليه السلام وأن الذي غير دين العرب إلى الشرك وسنَّ لهم عبادة الأصنام هو عمرو بن لحي الخزاعي.
________________
(1) أخرجه ابن هشام في السيرة( 1/76) والحاكم(4/605) بإسناد حسن وصرح ابن اسحاق بالتحديث والحديث أصله عند البخاري(6/400) ومسلم(8/214).
(2) تفسير الطبري "7/ 56 وما بعدها" ، الجامع للقرطبي "6/ 337 ".