الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الجيم

 

الحديث الأول:

عن ابن عمر قال: كنت جالسا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما، ثم قالا: يا رسول الله! جئنا نسألك. فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه؛ فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني؛ فعلت. فقالا: أخبرنا يا رسول الله. فقال الثقفي للأنصاري: سل. فقال: أخبرني يا رسول الله. فقال: «جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، وعن حلقك رأسك وما لك فيه، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه، مع الإفاضة». فقال: والذي بعثك بالحق لَعَنْ هذا جئت أسألك. قال: «فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خُفًّا ولا ترفعه؛ إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة. وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل. وأما طوافك بالصفا والمروة بعد ذلك كعتق سبعين رقبة. وأما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله -تبارك وتعالى- يهبط إلى سماء الدنيا فيُباهي بكم الملائكة؛ يقول: عبادي، جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر؛ لَغَفَرَها -أو لغفرتُها-، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمارَ؛ فلك بكل حصاة رميتها كبيرة من الموبقات. وأما نحرك؛ فمذخور لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك؛ فلك بكلّ شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة. وأما طوافك بالبيت بعد ذلك؛ فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفك فيقول: اعمل فيما يستقبل؛ فقد غفر لك ما مضى»(1)

 

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة قال: «جلس جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: إن هذا الملك ما نزل منذ يوم خُلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك؛ قال: أَفَمَلِكًا يجعلك أم عبدًا رسولا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. قال: بل عبدا رسولا»(2) 

 


 


(1)  أخرجه الطبراني في الكبير (12/425/13600)، قال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1112): حسن لغيره.

(2)   أخرجه أحمد (7160)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1002).

 

 

 



بحث عن بحث