الحلقة (50) الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الباء

 

الحديث الأول:

عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين أتيته فقلت: والله ما أتيتك حتى حلفت أكثر من عدد أولاء أن لا آتيك، ولا آتى دينك، وجمع بهز بين كفيه وقد جئت امرأ لا أعقل شيئا إلا ما علمني الله -تبارك وتعالى- ورسوله وإني أسألك بوجه الله: بم بعثك الله إلينا؟ قال: «بالإسلام». قلت: وما آيات الإسلام؟ قال: «أن تقول: أسلمت وجهي لله وتخليت، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة. كل مسلم على مسلم محرم، إخوان نصيران، لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملا، وتفارق المشركين إلى المسلمين. ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ إلا أن ربي -عز وجل- داعي وإنه سائلي: هل بلّغت عبادي؟ وإني قائل: رب! إني قد بلغتهم. فليبلغِ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مُفَدَّمَةٌ أفواهكم بالفِدَامِ. ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه». قلت: يا نبي الله! هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم، وأينما تُحسن؛ يَكْفِك» (1).

قوله: (تخليت) التخلي: التبعّد عن الشرك . وقوله: (مفدمة) الفدام هو مايشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي فيه، أي أنهم يُمنعون من الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم. .

 

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بينما أيوب يغتسل عريانا خَرَّ عليه رجل جراد من ذهب، فجعل يحثي في ثوبه. فناداه ربه: يا أيوب! ألم أكن أغنيتك عما ترى؟ قال: بلى يا رب، ولكن لا غنى لي عن بركتك»(2).


 


(1)  أخرجه أحمد (20037، 20043)، قال الألباني في تخريج أحاديث الإيمان لابن تيمية (ص99): حسن.

 (2)   أخرجه البخاري: كتاب الغسل، باب من اغتسل عريانا وحده في الخلوة (279)، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى:( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) (3389)، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ( يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ) (7493).

 

 

 



بحث عن بحث