الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف الألف (4-24)

 

الحديث الثاني عشر:

عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال: تبارك الذي نجاني منك! لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة فيقول: أي رب! أدنني من هذه الشجرة؛ فلأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول الله -عز وجل-: يا ابن آدم! لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟ فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب! أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأولين، فيقول: أي رب! أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليها. فيدنيه منها، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب! أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم! ما يَصْرِيني منك؟ أيُرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب! أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟».(1)

 

الحديث الثالث عشر:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده؛ قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه؛ غسله وطهره، وإن قبضه؛ غفر له ورحمه»(2).

 

الحديث الرابع عشر:

عن أنس بن مالك عن أبي هريرة قال: ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا تقرب العبد مني شبرا؛ تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا؛ تقربت منه باعا -أو بوعا-».

وقال معتمر: سمعت أبي، سمعت أنسا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرويه عن ربه عز وجل»(3).

 

الحديث الخامس عشر:

عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا جمع الله الأولى والأخرى يوم القيامة جاء الرب تبارك وتعالى إلى المؤمنين فوقف عليهم، والمؤمنون على كوم فقالوا لعقبة: ما الكَوْمُ؟ قال: المكان المرتفع فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: إن عرفنا نفسه؛ عرفناه. ثم يقول لهم الثانية فيضحك في وجوههم فيخرون له سجدا»(4).


 


(1) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب آخر أهل النار خروجا (187).

(2) أخرجه أحمد (12503،13501، 13712)، وقال الألباني في صحيح الجامع (258): حسن، وله شاهد من حديث عمرو بن العاص.

(3) متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى] :ويحذركم الله نفسه[ (7405)، باب قول الله تعالى: ]يريدون أن يبدلوا كلام الله[ (7505)، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته (7536، 7537)، مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى (2675).

(4) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (338)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (756).



بحث عن بحث