المؤلفات في الأحاديث القدسية (6-9) المصنفات المتأخرة في الأحاديث القدسية (1-2)

 

لقد رأينا عناية العلماء بالأحاديث القدسية في الألف الأولى من الهجرة، وقد زادت هذه العناية في الألف الثانية، فزادت المؤلفات في هذا الفن.

 

وسوف نذكر هنا ما وقفنا عليه من ذلك:

1- كتاب «الأحاديث القدسية» للإمام القاري الهَرَوي: علي بن سلطان محمد القاري الهروي نور الدين الفقيه الحنفي نزيل مكة، توفِّي بها سنة 1014هـ(1).

2- كتاب «الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية» للشيخ: محمد المعروف بعبد الرءوف المُناوي(2) الحَدَّادي، المتوفى سنة 1035هـ.

وقد أورد فيه الأحاديث القدسية ورتبه على بابين:

الأول: فيما صُدِّرَ بلفظ: «قال الله».

والثاني: فيما تضمن: «قوله تعالى».

وقد رتَّب أحاديث كتابه على حروف المعجم، ورغم أنه قد خرّجها إلا أنه حذف منها الأسانيد ولم يحكم عليها.

وقد بلغ ما جمعه في كتابه من الأحاديث القدسية 272 حديثًا(3).

3- كتاب «الأحاديث القدسية» لعبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابُلُسي، المتوفى سنة 1143هـ.

4- كتاب «الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية» لمحمد بن محمود بن صالح بن حسن الطربزوني الحنيف الشهير بالمدني؛ لمجاورته بالمدينة المنورة، رجع إلى القسطنطينية وصار مدرسًا بجامع السليمانية وحافظًا للكتب. توفي سنة 1200هـ.

ويُعد كتاب «الإتحافات السنية» من أكبر الكتب التي جمعت الأحاديث القدسية، وقد قام الشيخ المدني بالتعليق على أكثر الأحاديث وإن كان قد خلى البعض من الحكم عليه. وبلغ عدد الأحاديث المجموعة فيه إلى ثمانمائة وأربعة وستين حديثًا قدسيًّا، وقد قسَّمه إلى ثلاثة أبواب:

 

الأول: فيما صُدِّرَ بلفظ: «قال».

والثاني: فيما صدر بلفظ: «يقول».

والثالث: فيما لم يصدَّر بأحد اللفظين. أي ما ضمِّن فيه كلام لا ينسب إلا لله سبحانه وتعالى.

ويلحظ في جمعه أنه لم يتقيد بالصيغة الواردة في الأحاديث القدسية، ولع ذلك هو المُعَلِّل لكثرة العدد في الأحاديث التي أوردها في كتابه(4).

 

 


 


(1) - انظر «هدية العارفين» (1/ 562).

(2) - المناوي- بضم الميم: نسبة إلى مُنية الخصيب بلدة بمصر، وقيل: المنوي نسبة إلى منى، قرية من قرى مصر.

(3) - كشف الظنون (1/1)، الرسالة المستطرفة (ص 82)، فهرس الفهارس (2/560، 562).

(4) - انظر «هدية العارفين» (1/ 508)، «إيضاح المكنون» (1/ 13)، «الرسالة المستطرفة» (1/ 82)، «معجم المؤلفين» (8/ 311)، (12/ 3)، «الأعلام» للزركلي (7/ 89).

 

 

 

 

 



بحث عن بحث