الحلقة :  (43) من الآداب في السنة آداب اللقاء .

البدء بالسلام والمصافحة عند اللقاء

معنى المصافحة وكيفيتها  :

قال في القاموس :  وَالْمُصَافَحَةُ الْأَخْذُ بِالْيَدِ كَالتَّصَافُحِ  .

وفي تاج العروس : الرَّجُلُ يُصَافِحُ الرَّجلَ: إِذا وَضَعَ صُفْحَ كَفِّه فِي صُفْحِ كَفِّه، وصُفْحَا كَفَّيْهمَا: وَجْهَاهُما. وَمِنْه حَدِيث: (المُصَافَحَة عندَ اللِّقَاءِ) وَهِي مُفاعَلة من إِلْصاقِ صُفْحِ الكَفِّ بالكفِّ وإِقبال الوَجْهِ على الوجْهِ؛ وقال : كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) و (التَّهْذِيب) .

وفي المرقاة شرح المشكاة المصافحة هي الإفضاء بصفحة اليد إلى صفحة اليد  .

وتقع المصافحة في الأصل بأن يضع الرّجل صفح كفّه في صفح كفّ صاحبه‏.‏ واختلف في كون المصافحة المستحبّة هل تكون بكلتا اليدين أم بيد واحدة‏ ؟

منهم من قال أنها بكلتيهما واستدلوا على ذلك بما ورد من قول ابن مسعود رضي اللّه عنه « علّمني النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم التّشهد وكفي بين كفّيه ».(1)

وغير ذلك من الأدلة التي يرجع إليها في مظانها ، وأجيب على أدلتهم بعدة إجابات ليس هذا موضع بسطها .

وذهب بعضهم إلى أنّ كيفيّة المصافحة المشروعة لا تتعدّى المعنى الّذي تدل عليه اللغة‏,‏ ويتحقّق بمجرّد إلصاق صفح الكفّ بالكفّ‏ ، واستدلّ لهذا الرّأي بقول عبيد اللّه بن بسر رضي اللّه عنه‏:‏ « ترون كفّي هذه فأشهد أنّني وضعتها على كفّ محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر الحديث »‏.(2)

فيكون معنى المصافحة المشروعة :هو  وضع صفح الكف بصفح الكف والقبض عليها مع إقبال الوجه على الوجه.

وقد تدعو الحاجة أحيانا إلى إعطاء الساعد بدل الكف كما لو مد يده، والآخر يده غير جاهزة للمصافحة فيعطيه ساعده فهذا لا بأس به ، ولو أنه أقطع اليدين بمعنى أن الكف غير موجودة، فيقبض على الساعد وهذا للحاجة أو الضرورة وليس هو الأصل.


 


(1)أخرجه البخاري (6265) ، ومسلم (1 / 302) رقم :( 402 ).

(2)أخرجه أحمد (29 / 236 ) (17690)، والنسائي في الكبرى ( 2772 ) .



بحث عن بحث