الحلقة الخامسة طرائق التصنيف

في صدر القرن الثالث من الزمن ظهر التأليف على طريقة، المسانيد  وانتشر ولم يتوقف التأليف على هذه الطريقة بل ساروا في التأليف على ما يكون به صحة هذا الحديث من العلل والكلام في الرجال ويكون ذلك في مؤلفات مستقلة أو ضمن مسانيدهم ،وكلام العلماء في أول من صنف إنما هو في حد علم العالم أو فيما غلب على الظن كما قال أبو محمد الرامهرمزي: " أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة ، ثم سعيد بن أبي عروبة بها ، وخالد بن جميل الذي يقال له العبد ، ومعمر باليمن ، وابن جريج بمكة ، ثم سفيان الثوري بالكوفة ، وحماد بن سلمة بالبصرة ، وصنف ابن عيينة بمكة ، والوليد بن مسلم بالشام ، وجرير بن عبد الحميد بالري ، وابن المبارك بمرو وخراسان ، وهشيم بواسط ، وصنف في هذا العصر بالكوفة ابن أبي زائدة ، وابن فضيل ، ووكيع ، ثم صنف عبد الرزاق باليمن ، وأبو قرة موسى بن طارق"(1)

فكان الغالب على التأليف الجمع على طريقة المسانيد ولم يعملوا على تمييز الصحيح من غيره فوفق الله البخاري للجمع على هذه الطريقة وتبعه العلماء في ذلك يقول ابن الصلاح:  " أول من صنف الصحيح  البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفيمولاهم . وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري"(2).

فكانت المؤلفات على أوجه مختلفة فكان النظر إلى الكتب وبيان العلل فاحتيج إلى التأليف في ذلك يقول ابن رجب: "  ومنهم من لم يشترط الصحة ، وجمع الصحيح ، وما قاربه وما فيه بعض لين وضعف ، وأكثرهم لم يثبتوا ذلك ولم يتكلموا على التصحيح والتضعيف .

وأول من علمناه بين ذلك أبو عيسى الترمذي رحمه الله ، وقد بين في كلامه هذا أنه لم يسبق إلى ذلك ، واعتذر بأن هؤلاء الأئمة الذين سماهم صنفوا ما لم يسبقوا إليه ، فإذا زيد في التصنيف بيان العلل ونحوها كان فيه تأس بهم في تصنيف ما لم يسبق إليه"(3).

ومرجع هؤلاء الأئمة في التصنيف إلى مرويات أربعة من الصَّحابةرضوان الله عليهمممن عُدَّ من أكثرهم رواية للحديث ، وهم : 1- أبو هريرة ، 2- وعبد الله بن عُمر ، 3- وأنس بن مالك ، 4- وعائشة ، رضي الله عنهم 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المحدث الفاصل(ص 611)

(2) مقدمة ابن الصلاح (ص 10)

(3) شرح العلل لابن رجب(1/117)



بحث عن بحث