الخاتمة (1-2)

وبعـد:

يمكن استخلاص ما سبق من القواعد والأصول التربوية في الهدي النبوي بالنقاط الآتية:

أولاً: أن يكون الهدف واضحًا بالنسبة للداعية أو المربّي، ولا يكون غامضًا أو مبهمًا، حتى يتمكن من العمل وفق الآليات المتاحة، مثل تصحيح العقيدة، والعبادة، وإصلاح الأخلاق والسلوك وغير ذلك من مقوّمات بناء شخصية الإنسان.

ثانيًا: أن يحدد الداعية أو المربّي الهدف الذي يسعى لتحقيقه، ليتم التركيز عليه وحده حسب الإمكانات المتوفرة، وبالتالي تحقيقه في الزمن المحدد له.

ثالثًا: معرفة المنهج التربوي من خلال معرفة خصائص الإسلام من حيث الشمولية والكمال والواقعية واليسر والسهولة والتوازن والوسطية وغيرها.

رابعًا: أن يربط الداعية والمربّي بين الحياة الدنيا والآخرة، أثناء القيام بمهمة التربية، فيوضح الرؤية الصحيحة عن الحياة الدنيا، وعن الآخرة، وعن الموت الذي هو القناة الواصل بينهما، ومعرفة استخدام الوسائل المناسبة للربط بين هذه العناصر للناس، ثم بيان الآثار المترتبة على ذلك.

خامسًا: أن يمارس الداعية والمربّي أسلوب التدرج في الدعوة والتربية وإيصال المعلومة، حسب أحوال الناس وطبائعهم، حتى يتقبلها الناس بسهولة ورضى، سواء في الأمر أو النهي.

سادسًا: إن من أساسيات أساليب التربية معرفة فقه الأولويات، بحيث يكون هناك ترتيب تسلسلي حسب أهمية كل موضوع، مثل أولوية عقيدة التوحيد على سائر الأمور، وأولوية حقوق العباد على حقوق الله، وأولوية الفرائض على السنن وهكذا.

سابعًا: القيام بتربية الإنسان في مراحله العمرية المختلفة وبيان حقوقه في كل مرحلة، ويبدأ ذلك بالحث على الزواج واختيار الزوجة الصالحة، والعناية بالمولود وتأمين حقوقه، ومراعاة الشباب وحقوقهم، وكذلك إكرام المسنّين وتوقيرهم، ثم إكرام الإنسان حين يموت بغسله وتكفينه والدعاء له والصلاة عليه ودفنه.

ثامنًا: يتوجب على الداعية والمربي أن يعطي كل ذي حق حقه، يمنحه إياها حسب حاله ومكانته، الصغير، والكبير، والصديق، والقريب، والعالم، وطالب العلم، وكبير القوم، وهكذا.

تاسعًا: على الداعية والمربّي أن يمارس جميع الوسائل الممكنة من أجل الوصول إلى هدفه المنشود، فيكون قدوة حسنة مع الناس جميعًا وبمختلف مستوياتهم وطبقاتهم، ويكون واضحًا معهم وناصحًا لهم بالتوجيه المباشر، وأن ينمّي فيهم المواهب والمهارات، ويسرد لهم القصص الهادفة والمعبّرة، ويضرب لهم الأمثال النافعة وغيرها من الأساليب.

عاشرًا: العناية بالمرأة والاهتمام بها في مجال التربية، لأن لها دور كبير في بناء  الإنسان، فهي الأم والزوجة والأخت والبنت، مع بيان مكانتها في الإسلام وحقوقها المشروعة، من الحب والعدل والنفقة والرفق بها. 



بحث عن بحث