علاقة العين بالأمراض النفسية

إن الأثر الذي تتركه العين على الإنسان يتفاوت من حيث نوعه وقوته على النفس والجسم، فقد يكون هذا الأثر ضعيفًا كأن يصاب المعين بمرض خفيف يتعافى منه بسرعة، أو يعان بزوال قليل من المال لا يؤثر على مصالحه وأعماله وتجارته، وغير ذلك من العوارض الخفيفة، وقد يكون هذا الأثر قويًا فينجم عنه أمراض مزمنة أو حالات نفسية معقدة، أو هلاك كبير للأموال، أو ربما تؤدي إلى فقدان الأرواح في بعض الأحيان، وكل ذلك من الأمور التي ترتبط بالعين بشكل مباشر أو غير مباشر.

وهذا يعني أن هناك علاقة وطيدة بين العين وكثير من الأمراض النفسية التي يعاني منها المجتمع، لا سيما وقد عرفنا أن للشياطين دورًا في وقوع العين، وأن نظراتهم أنفذ من أسنّة الرماح، فلا يستبعد أبدًا أن يكون هذا المرض النفسي أو ذاك من أثر العين وفعل الشياطين.

إضافة إلى ما أخبر به النبي ﷺ من أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

*     *     *

وهذا التفسير يلزم الذين يتعاملون مع الطب النفسي من المختصين وغيرهم أن يضعوا في الحسبان دائمًا هذا الاحتمال، لأن التشخيص دليل على سلامة التعامل مع المرض ووضع العلاج الناجع له، أما استبعاد هذا الاحتمال وربط المرض النفسي بأسباب مادية أو لظروف اجتماعية صرفة، وبالتالي معالجته بالمهدئات والأدوية الطبية وحدها ربما يطيل ذلك من عمر المرض أو يزيد من وطأته على المريض.



بحث عن بحث