ثامنًا: المخدرات (1-2)

هي كل مادة مخدرة للعقل، ومفترة للجسم، تعطى على شكل شراب، أو إبر، أوحبوب، أو مسحوق، وهي أخطر من الخمر من حيث الأثر على نفسية الإنسان وجسمه وماله وأسرته.

ويبدأ تأثر المخدرات على المتعاطي بصورة تدريجية، حتى يصل إلى الإدمان، فإنه بعد ذلك يصعب التخلص منها، ويقع أوحال من الشرور والمصائب والمآسي.

أضرار المخدرات:

1-إن المخدرات من كبائر الذنوب، وقد نهى الشرع عنها ورتّب عليها عقوبات في الدنيا والآخرة، وعدّها الله تعالى من الرجس لشناعتها وأضرارها، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(1).

وقال عليه الصلاة والسلام: «اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث«(2).

2- إن المخدرات تفسد العقول وتخلّ بها، مما يسبب مشكلات متواصلة داخل الأسرة مع الزوجة والأولاد، وقد يتسبب أحيانًا في الطلاق وتشتت أفراد الأسرة وضياعهم.

3- إن المخدرات تحرف السلوك وتفسد الأخلاق، حيث تزيد من الفواحش والزنا في المجتمع، لأن المدمن حين يفقد عقله وصوابه لا يميّز بين الحلال والحرام، ولا تردعه العقوبات والقوانين، فتراه يفعل كل الخبائث دون أن يحسب حسابًا لأحد.

4- إن المخدرات تسبب للمدمن الضعف والوهن والهزال، لأنها تفقد شهية الطعام لديه، مما يسبب له بعد ذلك ضعفًا في المناعة وخمولاً في الحركة والنشاط، فضلاً عن فقدان التوازن واحمرار العينين وغير ذلك من الأعراض.

5- يحدث تعاطي المخدرات أضرار صحية جسيمة، كالاضطراب في الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم، والذبحة الصدرية، والتهابات في المعدة، وتليف الكبد أو تضخمه، كما أنه يعطل عمل الخلايا العصبية في المخ الذي يسبب أحيانًا فقدانًا في الذاكرة. كما أنها تحدث في بعض الحالات عيوبًا خَلقية في الأطفال عند الولادة، نتيجة تعاطي الأم للمخدرات.

6- إن المخدرات تسبب للمدمن النوبات الصرعية لا سيما إذا انقطع عن التعاطي أو لم يتمكن من الحصول عليه.

7- يحدث تعاطي المخدرات اختلالاً في التفكير والتصور، فقد يرى الأحجام الصغيرة كبيرة، أو يرى الأشياء من حوله مقلوبة، بل إنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى التخريف المبكر، أو الجنون.

8- يحدث تعاطي المخدرات عند المدمن الفتور والخمور الذي يصاحبه القلق والانقباض أحيانًا، والتوتر والعصبية أحيانًا أخرى.

9- المخدرات ترهق المجتمع والأمة في الجوانب المختلفة، حيث تهدر طاقات الأجهزة الأمنية التي كان من المفروض أن تسخر جميعها من أجل أمن البلاد وسلامتها، إلا أن المخدرات تربك هذه الأجهزة وتشغلها بمتابعة التجار والمروجين والمدمنين وغيرهم ممن لهم علاقة بها.

كما أنها تضرب اقتصاد الأفراد والمجتمع، وتجعلهم في حالة فقر دائم، لأنها تباع بأسعار باهظة لا تتناسب مع دخل الأفراد والطبقات المتوسطة.

10- تزيد المخدرات من نسبة الجريمة في المجتمع، لأنها تخل بالعقل وتذهبه حتى يصل المدمن أحيانًا مرحلة الجنون، حيث يتوقع أن يصدر عنه أي فعل إجرامي كالقتل أو الاغتصاب أو السرقة، ومن جانب آخر فإن الحصول على المخدرات يحتاج إلى مبالغ كبيرة، مما يدفع بعض المدمنين إلى السرقات والقتل من أجل الحصول على هذه الأموال لشراء المخدرات.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [المائدة: 90]

(2) أخرجه النسائي (ص767، رقم 5669) كتاب الأشربة، باب ذكر الآثام المتولدة عن شرب الخمر من ترك الصلوات...



بحث عن بحث