فضل صلة الرحم (2-2)

4-إن صلة الرحم شعب من شعب الإيمان، ودلالة على تمكّن الإيمان في القلب، لقول النبي ﷺ: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه«(1).

5-إن صلة الرحم كسائر العبادات، فقد جاء الأمر بها مع الأمر بعبودية الله وحده وأداء الصلاة والزكاة، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: مالَه، ماله، فقال رسول الله ﷺ: أرب ماله، فقال النبي ﷺ: «تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم«(2).

6-إن الله تعالى أشار إلى مكانة الرحم وفضلها حين خلقها لأول مرة، وإلى المفسدة المترتبة على قطعها، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؟ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلكِ وأقطع من قطعكِ. قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك. قال رسول الله ﷺ: فاقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}« (3)(4).

7-لفضل صلة الرحم أنها تقرب العبد من الله تعالى، وقطيعتها تبعده عنه، يقول عليه الصلاة والسلام: «الرحم شجنة من الرحمن فقال الله: من وصلكِ وصلته ومن قطعك قطعته«(5).

وفي حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله: «أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها بَتّتُّه»(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (ص1069، رقم 6138) كتاب الأدب، باب إكرام الضيف وخدمته. ومسلم (ص1121، رقم 2558) كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعها.

(2) أخرجه البخاري (ص1047-1048، رقم 5983) كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله. ومسلم (ص27، رقم 13) كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة.

(3) [محمد: 22]

(4) أخرجه البخاري (ص1048، رقم 5987) كتاب التفسير، باب: وتقطعوا أرحامكم. ومسلم (ص1121، رقم 2554) كتاب البر والصلة، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها.

(5) أخرجه البخاري (ص1048، رقم 5988) كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله.

(6) أخرجه أبو داود (ص250، رقم 694) كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم. والترمذي (ص445-446، رقم 1907) كتاب البر والصلة، باب ما جاء في قطيعة الرحم.



بحث عن بحث