صلة الرحم وطول العمر وسعة الرزق

وهذا التواصل مع الأرحام من أعظم الوسائل أثرًا على النفس والمجتمع، نعرضها في هذا المبحث مفتتحين بما رواه الشيخان:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه«(1).

*     *     *

من هم الأرحام:

ذهب بعض أهل العلم إلى أن الرحم هي الأقارب المحرمين، لقول النبي ﷺ: «لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا على بنت أخيها وأختها، فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم«(2).

وذهب الإمام النووي رحمه الله إلى القول: «اختلفوا في حد الرحم التي يجب وصلها فقيل: كل رحم مَحْرَم بحيث لو كان أحدهما أنثى والآخر ذكر حرمت مناكحتهما، وقيل: هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث – يستوي فيه المحرم وغيره – وهذا هو الصحيح لقوله ﷺ: «إن من أبرّ البرّ صلة المرء أهل ودِّ أبيه«(3)(4).

فصلة الرحم: هي التواصل مع الأقارب، وإظهار المحبة معهم، وتقديم العون والخدمة لهم، ضمن الضوابط الشرعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سبق تخريجه.

(2) أخرجه البخاري (ص914، رقم 5109) كتاب النكاح، باب لا تنكح المرأة على عمتها. ومسلم (ص591، رقم 140) كتاب النكاح، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها.

(3) سبق تخريجه.

(4) شرح مسلم للنووي.



بحث عن بحث