برّ الوالدين والطمأنينة والسكينة

إن برّ الوالدين أعظم ما يجلب للعبد الراحة والسكينة والأمن النفسي، والهدوء والطمأنينة، ويبعده عن القلق والاكتساب والضيق والاضطراب والشكوك والوقوع في المصائب الكبرى.

فكما سبق من تلك الآثار العظيمة، فهذه من أجلّها في الدنيا التي تظهر على النفس في تفريج الهموم وتنفيس الكروب. كما ورد حديث الرهط الثلاثة، وحديث: «من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه«(1).

فمهما جلب من العقاقير وغيرها لا يستفيد منها إذا كان عاقًا للوالدين، ويكفي أن أولاده سيعقّونه فيشغلونه في هذه الدنيا. والوالدان من أبواب الجنة، فحافظ على هذه الأبواب.

وفي الختام:

أقول للأبناء: يقول الله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(2).فإنه من الوفاء أن يحسن الإنسان إلى من برّ إليه، وسهر على آلامه وأوجاعه، وقدّم زهرة عمره وقوة شبابه ليعيش في سرور وحبور، وأمن وأمان، وهي فرصة له أن ينال رضى الله تعالى والقرب منه ويدخل جنته.

ثم أقول للوالدين: عليهما أن يتّقوا الله تعالى في أبنائهما منذ النشأة الأولى، ويتابعا أحوالهم وشؤونهم، ويربيهم على حب الله تعالى وحب رسوله ﷺ، وحب العبادة والطاعة، ويشجعهم على الأعمال الصالحة منذ الصغر، حتى يخرجوا في المستقبل أبناء بارّين، يسعد بهم والديهم وإخوانهم ومجتمعهم وقرابتهم، ويصبحوا كالغيث أينما وضعوا أنبتوا نباتًا حسنًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سبق تخريجه

(2) [الرحمن: 60]



بحث عن بحث