آثار الدعاء على النفس والمجتمع

وللدعاء آثار على النفس والمجتمع كما لسائر العبادات والأذكار، ومن أهم هذه الآثار ما يلي:

أولاً: الدعاء سبب لانشراح الصدر:

إن العبد حين يبث لخالقه شكواه ونجواه، فيقف بين يديه ويفضي إليه بكل ما يعانيه ويشكو منه، ويسأله الصبر والثبات، والفرج عن الكربات، فإن هذا الإفضاء يريح النفس ويشرح الصدر، ثم لأن هذه الشكوى لا تكون لمخلوقات مثله وإنما هي لخالق المخلوقات ومدبر الأكوان والكائنات، ومسير الأحوال والأزمان، الأمر الذي يسدل على النفس ستار السكينة والطمأنينة.

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول عند الكرب وضيق النفس: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم«(1)وكان من دعاء موسى عليه السلام طلب انشراح الصدر {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي}(2).

ثانيًا: الدعاء يعافي النفس من داء الكبر:

الكبر داء نفسي خطير ناجم عن ضعف العلاقة مع الله تعالى والبعد عنه، وإن اللجوء إلى الله والوقوف بين يديه بالدعاء والعبادات يقوي هذه العلاقة ويقرّب العبد منه جلّ وعلا، فلا يمكن أن يجتمع في نفس العبد الكبر على العباد، والتذلل أمام رب العباد، فكان الدعاء الوسيلة الفاعلة والمؤثر لدفع هذا الداء عن نفس صاحبه، وقد أشار الله إلى هذه العلاقة بين الدعاء والكبر فقال:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (ص1103، رقم 6345) كتاب التوحيد، باب قول الله: { ﯤﯥ}. ومسلم (ص1184، رقم 2739) كتاب الذكر والدعاء، باب دعاء الكرب.

(2) [طه: 25-26]

(3) [غافر: 60]



بحث عن بحث