آثار الذكر على النفس والمجتمع

2-الذكر حياة للقلوب والأبدان:

إن ذكر الله تعالى يحيي القلوب ويعمرّها بالإيمان واليقين، الأمر الذي يدفع صاحبه إلى التفاؤل والاجتهاد في الحياة، فلا تمنعه العوائق من متابعة السير والقُدُم إلى الأمام، يقول عليه الصلاة والسلام: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربَّه مثل الحيّ والميّت«(1).

ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه: «لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل«(2)، كما أن الذكر يقوي البدن وينشط الخلايا والدماء في الجسم، ويقضي على العجز والكسل والخمول، لا سيما في الأذكار البدنية، كالصلاة والحج وسائر الأعمال الصالحة.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: «حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرة صلّى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار ثم التفت إليّ وقال: هذه غدوتي، ولو لم أتغدّ الغداء سقطت قوتي«(3).

فأثر الذكر على القلب والبدن كأثر الماء على الزرع وأثره على السمك وسائر أشكال الحياة.

3-الذكر يطمئن النفوس وينزل السكينة:

حين يذكر الإنسان ربه بأداء فرض أو تقديم طاعة أو تسبيح أو استغفار، فإن الله تعالى ينزل عليه السكينة والطمأنية، ويجعله يواجه الحياة بهدوء وحلم، فلا يغضب ولا يتعصب مهما كان الموقف ثقيلاً ومؤثرًا، وهي رحمة من الله تعالى للذاكرين ونعمة كبيرة يحرم منها الغافلون، يقول تبارك وتعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(4). ويقول عليه الصلاة والسلام: «لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده«(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سبق تخريجه.

(2) الوابل الصيب ص 81.

(3) الوابل الصيب ص 84.

(4) [الرعد: 28]

(5) سبق تخريجه.



بحث عن بحث