ألا بذكر الله تطمئن القلوب

من أهم عناصر الحياة السوية ذكر الله تعالى الذي نتناول الحديث عنه في هذا المبحث مفتتحين بما رواه البخاري رحمه الله:

حدثنا أبو أسامة عن بُريد بن عبدالله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربَّه مثل الحيّ والميّت«(1).

مفهوم الذكر:

في اللغة:

الذِكر – بالكسر – الحِفظ للشيء كالتذكار والشيء يجري على اللسان، والصّيت كالذُكرة – بالضم – والثناء والشرف والصلاة لله تعالى والدعاء(2).

في الاصطلاح:

هو ذكر الله تعالى، اعتقادًا، أو قولاً، أو عملاً.

- فأما الاعتقاد: كأن يتدبر الإنسان أسماء الله تعالى وصفاته، ويتأمل في ملكوته ومخلوقاته، ويستشعر عظمته وإبداعه للكون والحياة.

- وأما القول: وهو الذكر باللسان، وهو كثير ومتنوع، يدخل فيه التسبيح والاستغفار والدعاء وقراءة القرآن، والشكر والثناء، وغير ذلك من أصناف الذكر الكثيرة.

- وأما العمل: فمثل الصلاة والصيام والحج والزكاة، والإحسان إلى الناس، وجميع الأعمال الصالحة التي يبتغي بها الإنسان وجه ربه.

وبهذا فإن دائرة الذكر واسعة تشمل حركة الإنسان في الحياة، القولية والفعلية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري (ص1112، رقم 6407) كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل. ومسلم (ص317، رقم 779) كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد.

(2) قاموس المحيط 2/ 36 (مادة: ذَكَرَ)، دار الجيل: بيروت.



بحث عن بحث