علاقة حسن الظن بالله بالتوكل على الله

إن حسن الظن بالله تعالى له علاقة وطيدة بالتوكل عليه جل وعلا، فهو أمر عقدي يؤثر على سلوكيات الإنسان وأخلاقياته اليومية، يقول ابن القيم رحمه الله: «فعلى حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه، ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن بالله. والتحقيق: أن حسن الظن به يدعوه إلى التوكل عليه؛ إذ لا يتصور التوكل على من ساء ظنك به ولا التوكل على من لا ترجوه، والله أعلم«(1).

حيث يوجد من الناس من يتكل على حسن الظن بالله، ويرتكب المعاصي ويقترف المنكرات، فهذا نوع من التناقض وقد توعد الله من يفعل ذلك بالسخط والعذاب يوم القيامة.

حتى قال بعضهم:

وكثّر ما استطعتَ من الخطايا           إذا كان القدوم على كريم

وهذا التصور سمّاه أهل العلم من السلف بالغرور، لأنه يؤدي إلى التمادي في المعاصي والمنكرات، الأمر يناقض أصول التشريع في الأمر بالحلال والنهي عن الحرام.

فحسن الظن بالله تعالى ورحمته ومغفرته لا يعني أبدًا التغافل عن جانب الترهيب الذي أخبرنا عنه جل وعلا في كتابه المبين، حيث يقول: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تهذيب مدارج السالكين، 240

(2) [الحجر: 49 – 50]



بحث عن بحث