ثانيًا: الرجاء المذموم

هو عدم العمل والطمع في تحقق المطلوب. وهو رجاء الكسالى والمتقاعسين عن واجباتهم الشرعية، كالذي يذنب ويعصي في جنب الله تعالى ثم يطلب منه أن يجازيه أحسن الجزاء، وهذا إخلال بأحد أركان الرجاء وهو تقديم العمل الصالح أولاً، ثم طلب القبول والجزاء ثانيًا. وكثير من أتباع هذا التصور لا ينظرون إلى الجانب الآخر الذي رتب الله تعالى عليه عذابًا وعقابًا، وإنما ينظرون من زاوية واحدة وهي أن الله غفور رحيم، وهذا أيضًا إخلال في الرؤية الصحيحة نحو الأشياء والحقائق، لأن الله تعالى الذي وصف نفسه بالرحمن الرحيم، وصفها أيضًا بأنه شديد العقاب، يقول تبارك وتعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}(1) وهذه إشارة إلى أن الرحمة والغفران يكونان للمؤمنين العاملين الذين يخطئون فيتوبون وهو الرجاء المطلوب، وأن العقاب للذين لا يعملون ولا يتوبون وهم أصحاب الرجاء المذموم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الحجر: 49-50]



بحث عن بحث