آثار عدم الإخلاص (الرياء):

إذا كان الإخلاص لله تعالى يجلب للإنسان تلك الثمرات الخيرة في الدنيا، من راحة نفسية، وسعادة وسعة في الرزق والمأكل والمشرب، ويمنحه النصر

والتمكين في الأرض، والنجاح والتفوق في الحياة،  فإن خلاف هذا الإخلاص وهو الرياء والعمل لغير الله تعالى، من أجل مصلحة دنيوية أو شهرة بين

الناس، أو جاه أو منصب ووظيفة، فإن ذلك يكسب الإنسان عكس تلك الثمرات والنتائج لصاحبه، وهي كالآتي:

1 – التعلق بالمخلوقين:

إذا قصد الإنسان من وراء عمله في الحياة - أيًا كان نوعه – رضا الناس وثناءهم وجزاءهم، فإن علاقته بربه تضعف، فتتوجه كل مشاعره وأحساسيه نحو

الجهة التي تكافئه في الدنيا، فيعمل كل ما بوسعه لإكساب رضى هذه الجهة وإن خالف عمله أمر الله تعالى والأخلاق والآداب، وبالتالي فإنه في هذه

الحال يستبدل الذي أدنى بالذي هو خير، فيستبدل علاقته بالقوي الذي بيده ملكوت السموات والأرض، بالإنسان الضعيف الذي لا يستطيع دفع الضر

عن نفسه، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ

شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}(1).

2 – الاضطراب النفسي والقلق:

إذا تعلق الإنسان بالعباد وترك رب العباد، فإنه يبقى في حالة من القلق والتوتر النفسي الدائم والتفكير المستمر لينال إعجاب هذا المخلوق بعمله أو علمه،

ويصبح ذلك هاجسًا له، لا يتركه أبدًا، حتى أثناء نومه ربما يحلم به وبتلك العلاقة، الأمر الذي يهدد النفس ويسهل الطريق أمام الوساوس الأخرى للولوج

فيها.

------------------------
(1) سورة الحج [7].



بحث عن بحث