رعاية النساء في ضوء سورة النساء  (4 - 15)

 

المطلب الثالث/ المسؤولية والجزاء:

قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى? وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَ?ئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}(1)، قوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} دخل في ذلك سائر الأعمال القلبية والبدنية.

{مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى?} دخل أيضاً كل عامل ذكر أو أنثى.

{ وَهُوَ مُؤْمِنٌ} شرط لجميع الأعمال فلا تكون صالحة، ولا تقبل، ولا يترتب عليها الثواب، ولا يندفع بها العقاب، إلا بالإيمان. {فَأُولَ?ئِكَ} أي: الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح.

{يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} المشتملة على ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين.

{وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} أي: لا قليلاً ولا كثيراً، مما عملوه من الخير، بل يجدونه كاملاً موفوراً، مضاعفاً أضعافاً كثيرة(2).

قال ابن كثير – رحمه الله - : (فالله في هذه الآية شرع في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده، ذكرهم وأنثاهم بشرط الإيمان، وأنه سيدخلهم الجنة، ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير، وهو النقرة التي في ظهر نواة التمر)(3).

ففي الآية تسوية بين شقي النفس الواحدة، في موقفهما من العمل والجزاء، كما أن فيه شرط قبول العمل وهو الإيمان بالله، وهو نص صريح على وحدة القاعدة في معاملة شقي النفس الواحدة – من ذكر أو أنثى – وهو من عظيم نعمة الله على النساء(4).

 

                                                                               هذه السلسلة بقلم

                                                 أد . إبتسام بدر الجابري

 



(1) سورة النساء: 124.

(2) تفسير ابن كثير: 1/616

(3) تفسير السعدي: 169

(4) سورة النساء: 1



بحث عن بحث