بسم الله الرحمن الرحيم

و لهن مثل الذي عليهن بالمعروف(1-3)

رتب سبحانه على الزواج حقوقا كثيرة مشتركة بين الزوجين قال تعالى: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)) [البقرة:228].

فالآية نصت على أن الحقوق بين الزوجين متبادلة طبقا لمبدأ كل حق يقابله واجب، ومن هذه الحقوق ما يلي:

1 - المعاشرة بالمعروف:

قال تعالى:(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (1)، امتن الله تبارك وتعالى على عباده اعظم منة، بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم، ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الأئتلاف والمودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان، وما من شيئ أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما، ولا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين، فقوله (المودّة) تدل على تقرب كل منهما إلى الآخر وتلطف معه ومحبته له.

و(الرحمة) تشعر بحرص كل من الزوجين على مصلحة صاحبه والرفق به والإشفاق عليه من كل سوء ومكروه (2).

وهذه المحبة والرحمة التي حصلت بطريق شرعي- النكاح- تبقى بإذن الله ما بقي الزوجان في عقده، قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: (فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله) (3).

 

الهوامش:

 (1) سورة الروم آية 10.

 (2) انظر أضواء البيان(3/412)، تفسير ابن كثير(2/75)، تفسير البغوي(3/480)، زاد المسير(6/295)، وفتح القدير(4/219)

 (3) أخرجه مسلم باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم ح(1218) (2/889).



بحث عن بحث