الحلقة(28)مواصفات المخلصين من طلاب العلم والحديث

إذا كان فيما سبق بيان لقدر الإخلاص وقيمة النية، فإنه يجب على الدعاة أن يدركوا عظم أمر الإخلاص ويستشعروا الحقائق التالية:

أولًا:أن يقصدوا من طلبهم للعلم وجه الله تعالى، وأن يحذروا المقاصد الدنيوية المتنوعة.

ثانيًا:أن تكون جميع تصرفاتهم وأعمالهم وسلوكهم الاجتماعي على وفالق شريعة الله.

ثالثًا:أن يحاسبوا أنفسهم بشكل دائم ومستمر، وأن يتساءلوا ماذا يريدون من تبليغ الدعوة؟ وماذا يقصدون من دعوة الناس؟

رابعًا:أن ينظروا إلى أفعالهم هل هي مطابقة لأقوالهم ولسان حالهم؟

خامسًا:أن يحذروا مكائد الشيطان، ووساوس النفس والهوى، وفتنة العجب ومزالق الرياء. فإن هذا من أكبر المزالق، وأعظم الأخطار.

سادسًا:أن يحسنوا الظن بالمسلمين، ولا يسيئوا الظن بهم وبأعمالهم، ففي الحديث:«إن أقوامًا بالمدينة خلفنا، ما سلكنا شعبًا ولا واديًا إلا وهم معنا فيه،
حبسهم  العذر»
(1)

فطلاب العلم والدعاة إلى الله إذا أدركوا هذه الحقائق، واتصفوا بهذه المواصفات، ساروا صادقين في درب الإخلاص، ومضوا مخلصين في طريق العلم والدعوة حقق الله سبحانه على أيديهم إصلاح البشر، وهداية   الناس وبرئت ذممهم، بل إن الناس يتأثرون بهم، ويستجيبون لدعوتهم، ويقبلون هدى الله عز وجل طائعين مختارين.
___________________________________
(1) (صحيح البخاري[2839]).



بحث عن بحث